(معركة البصيرة)


قد يعتبرها البعض حرية شخصية، والاخر يعدها حرية راي ، وثالث يسميها ممارسة حق كفله القانون ، ورابع يصفها بالتنوع الثقافي ، وخامس وسادس …. الخ.
لكن من ينظر بعين البصيرة والوعي، ويقرا ما يجري بنظارات الوعي ويستشرف طبيعة المعركة والصراع الدائر بين محوري الحق والباطل يراها بعين ثاقبة، عين مقاتل في قلب المعركة، خبير بادواتها، في الساتر الامامي من تلك الجبهة ، يقطع جازما انها معركة اهم واخطر من معركتنا ضد الارهاب الداعشي العسكرية .
ما يحصل من حفلات مجون وانحطاط ورذيلة في مختلف المناسبات ، هي حرب حقيقية بين الناموس الانساني والقيم الاسلامية، وبين الانحطاط الحيواني والابتذال الاخلاقي في اجلى صوره .
الاخطر من كونها ابتذالا وانحطاطا ، انها تحصل برعاية رسمية من المؤسسة الثقافية الحكومية .
ما يحصل من حضور ومشاركة كبيرة لهكذا احتفالات ليس وليد لحظته وانما هو عمل كبير جرى الاعداد والعمل عليه لسنوات طوال،
جنود ومعسكرات تلك الجبهة منظمات مجتمع مدني تعمل تحت غطاء الدولة ، جندوا فيها نفايات السفارات، وبائعات الهوى، ومجموعة الشذاذ من ناشطين واعلاميين وغيرهم.
حدد الامريكان والغرب عناصر قوة المجتمع العراقي ، هذه العناصر بمجموعها تمثل هوية المجتمع ووجوده الانساني والاسلامي ، هذه الهوية كان لها دور كبير في محاربة الارهاب ، وتحقيق الانتصار على الاحتلال وادواته .
هذه الهوية عبر عنها السفير الامريكي السابق في تقريره الى مجلس الشيوخ الامريكي بانها اكبر عائق امام امريكا لتحقيق مشروعها في العراق .
اهم هذه العناصر هو الدين الاسلامي الذي يرتبط به الشعب العراقي ارتباطا وجوديا ، والمرجعية الدينية في النجف الاشرف التي يرتبط بها المجتمع بوصفها تمثل روح الاسلام المحمدي الاصيل ، بالاضافة الى الحشد الشعبي .
وعليه طالب السفير بوضع علاجات لتلك العناصر .
انه غزو ثقافي، غزو فكري يستهدف عقول الشباب والمراهقين ، يستهدف بنية الانسان العراقي الاسلامية وقيمه الاجتماعية .
ليس اعتباطا ان تستقبل وزارة الثقافة العراقية احد ( مخنثي) مصر، بل ان الدولة المصرية على انفتاحها وتحررها من اغلب القيود الاسلامية والاعراف منعت هذا المخنث من اقامة الحفلات الماجنة، كونها تتعارض مع قيم المجتمع المصري ، هذا الاستقبال من وزير الثقافة ومروج ( الفياغرا) تعبر عن طبيعة الثقافة التي تريد الحكومة بالتنسيق مع الامريكان تنفيذها استجابة لتقرير السفير الامريكي .
ان مسخ الهوية الاسلامية والقيم الاجتماعية للشعب العراقي ، تمثل اخطر المعارك مع العدو ، وقد اكد الامام الخامنئي على خطورة تلك المعركة حيث يؤكد ( ان الغزو الثقافي اخطر على الشعوب من الغزو العسكري ) ، كونه يستهدف ناموس وفطرة الانسان السوي، ويستهدف قيمه الاسلامية .
وعندما ينجح العدو في تلك المعركة فلا قيمة لاي انتصار عسكري ، ولا قيمة لاي دماء زكية اريقت من اجل الدفاع عن الاسلام وقيمه السامية.
عراق الائمة المعصومين وعلمائه المجاهدين ومراجعه المحققين هو الهدف القادم في معركتنا الوجودية مع العدو ،فماذا اعددنا من جيوش وحشود لمواجهة ذلك العدو؟.