المعادلة السياسية في هندسة الخطاب
مهارة التركيب في الجمل ، وتسلسل الصياغة في المعادلة السياسية ،تفرع الإدعاءات في النموذج العامودي عندما تحتذى بالمصطلحات العلمية التي استخدمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب الذكرى السنوية لاستشهاد القائدين .
إذ قارن بين القاتل والشهيد ، وكيف تتم المقارنة والتمايز ،حيث قدم للجمهور مهارة الصياغة في تشابك الجمل مابين العالمي والسياسي والاقليمي،ومابينهما امريكا التي وصفها بالعدو كمحور صهيوني ،ومجرد المقارنة بين القاتل الذي يدعمه الإرهاب ، وبين أولئك الذين يدافعون عن سوريا ولبنان واليمن هي معادلة سياسية في موازين القوى بحد ذاته ، كما أيضا تتطرق إلى القوى المحلية ، مستخدما الكلمات الإنشائية كردع لمحاولة تزوير الوعي ،
حزب الله مدرك تماما مالذي يفعله في هذة الإدعاءات التي قدمها ، ومن منطلق علمي واسع وشامل ، وضع معادلات سياسية في ميزان القوى في الإقليم ، و تحديدا فيما يخص لبنان والسعودية ، بالرغم انه لم يذكر الوزير السابق قرداحي ، إلا انه قال : ان استقالة أي وزير لم يؤثر على ذلك ، أي بالمفهوم السياسي هناك معتدي ومعتدى عليه والموضوع لا يتعلق لا بتصريح ولا باعتداء، وعلى هذا النحو التالي أتت الادعاءات بوصف العاهل السعودي أنه إرهابي ،
وبالتأكيد تلقف الأمين العام لحزب الله هذا الهجوم لما قام به العاهل السعودي بوصف الحزب بمنظمة ارهابية ، مبينا اعترافات السعودية بتمويل الارهاب ودعمه اللوجستي والعسكري والمادي له ، والمعنى هنا بقلب المعادلة السياسية والتي تقول : حتى ولو كنت ملكا للسعودية لا يحق لك أن تتجاوز الخطوط الحمراء السياسية ، ولا يمكن لك إقصاء جزء اساسي من دولة أو اخرى، ولا نسمح لك بالتدخل في الشؤون اللبنانية ، وأنتم من اعتديتم على لبنان وليست لبنان التي اعتدت على السعودية ، والرد الذي جاء من السيد مبينا التدخلات السافرة من السعودية على سيادة لبنان كرسالة واضحة المعالم للجميع.
وبالتالي فإن وصف المعادلات السعودية المتكررة اتى في إطار تزويد السعودية ولغاية الان الجماعات الارهابية بالعتاد وتمويلهم بالدولاارات ، كي تبقى مهيمنة على السيادة اللبنانية وقراراتها ، ونسف حزب الله من المعادلة.
وهنا تكمل مشكلة العاهل السعودي والذي اتهمه حزب الله بشكل مباشر بدعم الارهاب وتصديره الى سوريا ولبنان واليمن ، المشكلة نفسية اكثر ما هي سياسية لدى السعودي لماذا؟ كل هذا التخبط!
لأن السعودية استثمرت ودعمت الارهابيين كي تسيطر على بلاد الشام ولبنان وخسرت في هذة المعركة التي دفعت الترليونات في هذة المواجهة ، وحاولت مرارا أن تملي على هذة القوى الاقليمية الهيمنة وباءت جميعها بالفشل وخسرت .
لذا على السعودي ان يفهم ان السحاب الذي اطلقه لا يهز الرأي العام حتى ولو قام ببلبلة الواقع ، عن طريق عملائه ، وفي النهاية يجب جميعنا أن ندرك حقيقة الخطاب العلمي بتوجيه الادعاءات السعودية هو ضمن إطار ردة الفعل السعودي وخسارته التي مني بها في معركته مع حزب الله، واذا وسعنا الصورة اكثر ربما حز ب الله بات يشكل خطر على السعودية بما أنها تفكر بفكر المحور الصهيو امريكي، خاصة في ظل الانسجام السياسي المتلاحق بالضغوط الصهيونية ،ضد حزب الله ويخرج في كل مرة منها منتصرا ، وطبعا هذا قد يتسبب بالصرع السياسي للسعودية في القادم من الأيام.وخلاصة الكلام هنا ،ليس هناك اعتداءات لبنانية على السعودية كما يدعي محور الصهيو امريكي ، بل هناك انتقام سياسي من القوى المحلية التي ردعت الغطرسة الصهيونية في معادلة الاقليم .
التعليقات