اليَمَن على العهد وعلى تجاعيدهُ خَطَّ الزمان وَصِيَّتَه.


لَم يُخلِفُ اليَمَن وَعد، ولم يُخالفَ عهد،
ولَم يخذُل مُتَأَمُلٍ بهِ أو واثقٍ بالمنبَتُ والأرض.
يَمَن الأحرار السعيد،
يَمَن الشرفاء ومثوَىَ الأنبياء، ونصير الضعفاء،
يَمَن صالح وجذيف وبلقيس،
جآرَ عليهِ الزمان وتكالبَت عليه الفَرَنجَةَ والعربان، حاصروه وحاربوه وذبحوه من الوريد إلى الوريد.
سكيننا العربي كآنَ أمضَىَ نصلاً وأشدَّ فتكاً وأكثَرَ سُمِّيَّةً من نصال خناجر وسيوف الأعداء،
لَكن الأسد اليمني لَم يصرَخ، لَم يستغيث، لم يركع، لم يخنع، لم يستسلم، لم يسلِّم، لَم يَجبُن، لَم يخذُل حرائره ولا أهله،
أشبالٌ وفِتيَه وشبابٌ وكهول، أسودٌ قاتلوا الحيف وأضاموا الضَيم، وأوجعوا الوجع، وأقتحموا الموت، دمروا القصور وحفروا القبور، ووعدو أعدائهم بالويلِ والثبور.

في اليمَن حرائرٌ أحرار، لبؤاتٌ فواطم زينبيات، زغرَدِن لجُثَث الأبناء الشهداء، مسحوا عرق ازواجهم المجاهدين، إمتصوا غضبهم وتعبهم وكانوا لهم أرضاً مبسوطة وفراشاً مريح وصندوق ألآم،
إنهم نساء اليمَن الأحرار.
من تلك الأرض إستوردنا العِز، وتنشقنا غُباراً قذفتها حوافر خيولهم المُقبِلات، فتيممنا بأثَرَ الجَنَّة، حيث ترابهُ حِنَّة الرؤوس وجباله شامخةً مُتَوَّجةً بالرجال والعز.

صَبَرَ اليَمن فنآل.
وبعد ست سنوات من العدوان عليه وإجتماع سبعة عشرَ دولَةً لقتاله تمتلكُ من الإمكانيات المالية والعسكرية مقدار ما يملكُ نصف الكون،
فهزمهم وانتزعَ من بين أيديهم زمام المبادر، فأصبحَ اليمَنُ مُبادراََ بعدما كانَ مدافعاََ، فأطلقَ العَنان لأبابيله وصواريخه فأصابت عين الشيطان وقرنه، وآلَمَت كُلَّ مَن ناصرهم وساندهم وأفرحت قلوب جميع مَن عاندهم وقاومهم وقاتلهم ورفع الصوت بوجههم وقال كفىَ.

بخطوة غير محسوبة وبالغباء الإماراتي المعروف، صعدَ محمد بن زايد إلى أعلى رأس الشجرة إلى جانب محمد بن سلمان، وبدأَ يستغيث معه يتوسل إنزاله عنها بعدما وصلته رسائل اليمنيين الأحرار الميامين فَدَكَّت خزانات نفطه ومطاراته وقواعده العسكرية التي تحميها أمريكا.

إماراتيون وسعوديون يتسلحون بالتكنولوجيا والطائرات، ويمنيون يتسلحون بالإيمان بالله وبأحقيَة قضيتهم، يقاومون باللحم الحَي لكنهم إنتصروا لأنهم إلتزموا بما أوصاهم به الزمان وخَطَّهُ على جبينهم بتجاعيد الهيبة إن لا تركعوا إلَّا لله. 

عزيز يا يَمَن...
إلى مزيد من الإنتصارات.