ماذا وراء (تجمع متظاهري تشرين) عند تخوم الانبار؟!


ان مجرد التبصر في مشهد (متظاهري تشرين ) وهم يتوسلون عند تخوم الانبار للاذن لهم بالدخول الى المحافظة واعلان التظاهر ،يجعلنا نراجع انفسنا كثيرا .!
كيف لهؤلاء الشباب الذين تجمعوا من محافظات الجنوب والوسط ووفروا الحافلات ومستلزمات التظاهر من اللافتة والعلم الى اطارات السيارات لغرض الحرق انهم تحركوا دون اذن من الجهات التي حركتهم في (تشرين الحنوب والوسط )؟
لايمكن لنا ان نعتقد ان التحرك كان عفويا،لاننا لو وافقنا ذلك نكون قد ظلمنا المتظاهرين السابقين بانه ليست هنالك من جهات تدعمهم 
رغم وفرة المعلومات عن تلك الارتباطات ومصادر التمويل .
لاشك ان محافظة الانبار فيها لجان تنسيقية للتظاهر وهم على اتصال بالمناطق الاخرى وقد تجلى ذلك خلال تظاهرات ساحة التحرير حيث وفود وافواج اهالي الانبار كانت تصل تباعا ومعهم الدعم اللوجستي ولهم عناوين لمنطمات ولجان ورفعوا لافتات ،فكيف لم يتم التنسيق معهم ،فحضر المتظاهرون وتوقفوا عند تخوم الانبار عند (سيطرة الصقور )؟ وكان على الاقل ان تسبقهم تظاهرات من ابناء المحافظة ليأتوا داعمين لها !
لم نشهد انباريا واحدا تعاطف مع المتظاهرين القادمين للمحافظة ولم نشهد تغريدة واحدة داعمة .
الشيء الاخر (المريب ) ان الجميع من اهالي محافظة الانبار اتفق على منع دخولهم من (مسؤولين حكوميين الى رجال دين الى الشباب والنساء والشيوخ ومنظمات المجتمع المدني وكذلك القوات الامنية المرابطة بالمحافظة ) فهذا يعني ليس هنالك من هو مبلغ للتفاعل معهم والانضمام معهم فيما الاخرون مبلغون ب(الرفض)!
اعلامنا بشكل عام كانت ردة فعله سريعه (اهالي الانبار يرفضون متظاهري تشرين )
ثم التعريج على اعمال الشغب التي قام بها” التشرينيون “وما فعلوا من حرق وتدمير وتعطيل للحياة العامة والخاصة وحوادث القتل والصلب الخ
كما دخل الاعلام في دائرة التذكير لاهالي الانبار وكيف دعموا المتظاهرين التشرينيبن فيما يرفضون دعوات التظاهر الان !
المشكلة ان البلد ليس فيه (ضابط) نستطيع من خلاله ضبط ايقاع المجتمع وتحركه .
التشرينيون صنعتهم السفارات ودول الخليج وزمر البعث والسرخيون وغيرهم وليس هنالك من يكشف هذه الارتباطات ويمنعها بل الجميع اما في غفلة او ذهول او (خيبة)!
ثقوا “الان” لو ان وسائل الاعلام التي دعمت (التشرينيبن) صدرت لها اوامر بالتفاعل مع دعوة تظاهرة 
اليوم لقدم ابناء الانبار زحفا لاحتضانهم والذهاب معا الى سوح التظاهر هناك ونصبت الخيام والسرادق وجاء الدعم اللوجستي من المساجد ،ومنعت القوات الامنية من المساس بهم كما كان مع منصات الفتنة واي دعوة 
اخرى ،لكن (الاوامر ) تقول (التوقف )عند تخوم الانبار وكفى .
نحن نعمل وفق مبدا(ردة الفعل ) والدليل ان الدعوة الى التظاهر بالانبار اليوم كانت مفاجئة للجميع سوى الحكومة التي قطعا صدرت لها (الاوامر) بعدم دعم المتظاهرين وان انتهاء مهمتهم حيث (سيطرة الصقور )!
اذن لاجديد في الامر ،سوف يخطط (الاعداء ) ضدنا ويحركون الواقع حيث يشاؤون ولانملك سوى ردود الفعل التي غالبا ماتأتي متأخرة وغير فاعلة .
الشيخ قيس الخزعلي تحدث قبل اربعة اشهر من “تظاهرات تشرين “عن سيناريو التظاهرات ودعمهم وبعد مضي عام عليها تقيل الحكومة 
والسؤال ؛-هل استطعنا ان نوقف التظاهرات ونمنعها ؟الجواب (كلا ) بل نفذت بكل تفاصيلها ومواقيتها وان (العصائب) تم حرق مقراتهم وقتل اثنين من القيادات !
وتم صلب شاب بريء على اعمدة الكهرباء امام رجال الشرطة والعشرات من الشباب يحيطون الحادث ويصورون .
هكذا نحن الان نعيش في دولة (ميتة ) لدينا جيش وشرطة وقوات امنية وطائرات وامن وطني ومخابرات واستخبارات ووزارات ومؤسسات وقضاء وجامعات ومدارس وموظفين ولكنهم (ميتون ) والدليل ان الصبيان يدخلون الى مؤسسات الدولة امام 
(شرطة حماية الدائرة ) ويخرجون الموظفين والموظفات كالاسارى دون اي اجراء من الشرطة !
باختصار ان مخطط دعوة التظاهر بالانبار (اليوم) الهدف منها دق اسفين بين اهالي مناطق الوسط والجنوب وبين مناطق الانبار 
حيث اصبح مشهد ابن الجنوب هو ذلك القادم ليحرق ويدمر ويعتدي ويقتل خاصة وان الصور التي اظهرت العدد الهائل للعجلات المرافقة للمتظاهرين نذير شؤم للمزيد من الحرائق .
هذا (الاسفين ) القصد منه ابعاد اهالي الانبار عن بقية المجتمع العراقي ،وتكوين رؤية ان الاخرين يريدون بهم السوء .
الانبار تقع ضمن مشروع (صفقة القرن ) والذي يقضي باقتطاع جزء من اراضي المحافظة (الصحراء الغربية ) واسكان جزء من الشعب الفلسطيني بدعوى تعويضهم ارضا غير ارضهم في فلسطين ،والتخلص من كفاحهم بالعودة لارضهم المغتصبة .
الخطة لاتنتهي عند هذا الامر بل تتمدد الى (الكراهية ) للحشد الشعبي واخراجهم والى القوات الامنية والى فصل المصالح المشتركة 
وربما تبدأ باقليم وتنتهي الى انفصال ،وسيكون الحلبوسي رمزها (الاول ) ،وهناك جهات خليجية قدمت لهم عناوين استثمارات للغاز والنفط والسيلكات والاسمدة والزراعة والسدود ،ومقابل ذلك الذهاب الى (التطبيع)
او اي من الخطوات التي تسير بها دول 
الخليج ،وهؤلاء يرون في (الشيعة ) عنصر ازعاج ،وانهم جزء من المشروع الايراني المنافي لتطلعاتهم .

المصدر: ألواح طينية