كيف نوصف الحال في لبنان هل الحكام كثيراََ أذكياء أم نحنُ الشعب كنا كثيراََ أغبياء


في الحقيقة تنتابني حِيرَة كيف يجب أن اوصف حالنا كمواطنين لبنانيين في القرنين العشرين والواحد والعشرين وخصوصاََ أننا نعيش في مجتمع دولي متقدم علمياََ وتكنولوجياََ ومتقدم حضارياََ بينما نحن ومحيطنا العربي  نزداد تراجعاََ وتخلفاََ فكرياََ ونضع أنفسنا في مقدمَة صفوف دول العالم الثالث ولا نعترف لأنفسنا أننا مجتمعات قِبَليَة وطائفية ومذهبية ومناطقية حيث تسود الخلافات الدينية (المزروعه) والأحقاد المذهبية*
 ولا نقيم وزناََ للهوية الوطنية الجامعة أو الهوية العربية.
ماذا تنتظر من شعوب أخذت إستقلالها بالمِنَّة من المستعمر الأجنبي وليسَ بالقوة وحكمت شعوبها بقوانينهم ودساتيرهم وتتغنى بها بينما الفرنسيون انفسهم والبريطانيون طوَروا وعدَّلوا دساتيرهم مرات عِدَة خلال مئة عام. 
نحن كشعوب قبلنا أن نكون محكومين منهم عبر مندوبين سامين تحت عناوين السفراء والتبادل الدبلوماسي وفرضوا علينا ما يريدون، من مناهج مدرسية وتدريس لغاتهم حتى انهم فرضوا علينا منحنا القروض الميسرة من صندوق النقد الدولي  وسلوك طريق افقارنا عبر تسليم رقابنا لهم وهدر طاقاتنا وثرواتنا. 
[ نحن كلبنانيين من بين كل الناس تميزنا بحضارتنا وتنوعنا الثقافي العالي المستوىَ وبنجاحنا على مستوى الفرد وليسَ الجماعه، 
لكن بسبب شد العصب الديني في وطننا وتصادم الأجندات السياسية بإختلاف التوجهات الدينية والمذهبية ولأننا لم نحاول أن نلتقي بقدر ما كنا نحاول أن نبتعد عن بعضنا البعض ونسعى الى تحطيم بعضنا البعض، والكيد لأنفسنا، 
واستقوينا بالخارج حباََ في البقاء فأستغلَّنا هذا الخارج وحولنا الى جنود يتقاتلون بنا ويستخدموننا كأوراق تفاوضية لحل قضاياهم الكبرىَ حتى أصبحنا كالاوراق النقدية نصرف على ملذاتهم وحاجاتهم.

اللذين ساهموا مساهمة كبرَىَ فيما وصلنا إليه هم زعماء ألطوائف وقادة الأحزاب من ارباب المصالح الغير عقائديين وغير ثوريين واللذين نَبَت أكثرهم في عهد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري حيث سآدَت الإنتهازية والعبودية وعادات الإنحاء وتقبيل أيادي السفراء وعرض الخدمات على الخارج والشتم والتهجم،
 
اللبنانيون أُخِذوا بشد العصب الطائفي نتيجة خوفهم من بعضهم البعض جَرَّاء الحرب الأهلية التي أندلعت عام ١٩٧٥ وحصدت اكثر من مائتَي الف قتيل وتهجير ٧٥٪ من اللبنانيين من منازلهم، فإتَبعوا زعمائهم وقادة أحزابهم الطائفية وما إن تمكنوا من السلطة حتى ازدادت سطوة كل زعيم داخل طائفته نتيجة تقاسم المناصب والوظائف والوزارات وغيرها من مغانم وخيرات الوطن. 
المستفيدون دافعوا عن زعمائهم بشراسة وتولوا تأديب معارضيهم بقوة فتم تدجين الناس بالقوة والترهيب والترغيب

المقاومة الإسلامية التي نشئَت عام ١٩٨٢ وقاتلت وقدمت الشهداء لولاها لما خرجت إسرائيل وما تحررت أرض ولولا تضحياتها لم توقف اسرائيل عربداتها ضد لبنان لم تلتفت الى المغانم الداخلية ولا إلى المحاصصة والمناصب واقتصرت مشاركتها في الحكومة والبرلمان في وزيرين وكتلة وسطية بهدف ارسال رسالة للعالم أجمع بأننا قوة شرعية منبثقة من هذا الشعب ولا أحد يستطيع اتهامنا او وصمنا  بالإرهاب،
لكن قيادتها لم تستطع منع الفساد في مؤسسات الدولة لإنشغالها في الصراع اللبناني الإسرائيلي، واللذين فسدوا حملوها وزر فسادهم ورفضوا الإنصياع لنداءآت الأمين العام السيد حسن نصرالله بوقف الفساد ومحاسبة مرتكبيه، وكانوا يمسكون قيادة المقاومة باليد التي تؤلمهم على مقولَة لا تقربوا فسادنا،
لكي لا نقترب من سلاحكم،
فكإنهم بذلك كرسوا معادلة غير موفقَة ولو انها فرضت نفسها إلى حين؟ 
الإنهيار المالي والإقتصادي بلغ الذروة في لبنان والناس كفرت بالأحزاب والحكام وانتفض الشباب على الواقع وانكسر حاجز الخوف والفوبيا من الزعيم وأصبحَ الأمس غير اليوم الأمر الذي زعزعَ اركان حكمهم وحكوماتهم وبدأوا بإلقاء التهم على بعضهم البعض، 
والناس التي دُجِنَت استفاقت من التخدير وأصبحَ الوعي أسير الكَي في مكواة الغلاء وارتفاع الأسعار والهبوط الكبير في سعر الصرف لليرة مقابل الدولار الذي بلغ مستويات مخيفة،
الأمر أخاف السلطة والسياسيين بشكل جَدِّي ودفعهم إلى التكتل مع بعضهم البعض، لكن الناس لم تتراجع والصوت ارتفع وتحررت اقلام كثيرة وامتلكت الجرأة بقول الحقيقة وتسمية الأمور بأسمائها، الأمر الذي دفع بلصوص الهيكل العمل على محاولة تدوير انفسهم ولكن كان المستحيل رفيقهم فبدأوا بتحضير الأضحيات لتقديمها على مذبح الإصرار بالمحاسبة وكأنهم عذراوات يُقَدَمُن ضحية للإلَه الحق الحاكم.
الساعة آتية لا ريب فيها ولو كرهَ الكافرون.