الإتفاق على تهدئة في غزة وتحقيق مطالب حركة الجهاد ..
ثلاثة أيام من العدوان الغادر ، والإتفاق على التهدئة في غزة بعدها، وحركة الجهاد الاسلامي يفشل التصعيد الاسرائيلي وأهدافه المتنوعة ، ونحو ألف صاروخ وأكثر أطلقت نحو المستوطنات ، ناهيك عن الأوساط الأعلامية الاسرائيلية التي تتحدث عن مؤشرات بائسة للمنظومة ، ووصف ما مر على غلاف غزة 《بالجنوني》كيف رسمت سرايا القدس الخطوط الحمر والذي كشفت من خلاله عن سلاح كاسر للتوازن ، وهل الإتفاق عن التهدئة في قطاع غزة يحقق مطالب حركة الجهاد الاسلامي كاملة ، وماذا عن الخضوع الاسرائيلي للمطالب ؟ مع نظرة تقيمية للنتائج بالمجمل ؟
من قطاع غزة جالت صواريخ المقاومة في سماء فلسطين ، حيث ثبتت المقاومة رسائل الردع والقوة ، للدفاع عن شعبها ومقدساتها، إلا أن الإسرائيليون نفسهم اعترفوا أن ما مر على مستوطنات غلاف غزة كان جنونيا وهذا الاعتراف انتصار أولى خطوات المقاومة المحسوبة والمسبوقة الغير مباشرة ، لأن رشقات الصواريخ لن تهدأ وكانت كالمطر الغزير وابلها ، بالرغم من الظروف القاسية ، كانت لسرايا القدس معادلاتها المستمرة عبر رسم الخطوط الحمراء بالصورة المنطوقة والدقيقة ، لما أكدته مصادر خاصة ، أن لدى الجهاد الإسلامي سلاح كاسر للتوازن قادر على تأثير المعركة الجدية ، إذ كشف هذا السلاح خيارات التهدئة الأكثر إيلاما للخضوع الاسرائيلي ، فكانت نتائجه واضحة بإسقاط العدو الاسرائيلي حساباته الخاطئة ، من خلال مغامرته نحو حرب بدأها غدرا وسعى لإنهاءها خلثة ، لأسباب تتعلق بأزمته الداخلية المباشرة منها والمتعلقة بالانتخابات التي كشفت لعبة يائير لابيد الذي كان يحاول تسجيل نقطة في عهدته قبل سحقه ، متزامنة مع رسائل عسكرية للولايات المتحدة بأنها أ ذا عقدت اتفاق جديد مع ايران فهي مستمرة بعدائيتها وستقوم باستهداف الفصائل التي تدعمها ايران في المنطقة ليس فقط في قطاع غزة ، فكان جزء من الرغبة الاسرائيلية بفتح هذة المواجهة ناتج عن احتياجات لابيد للانتخابات ، لا سيما أن نتيناهو يترصد لهذة الحكومة ويتهمها بقلة الخبرة ، وأنها لا تستطيع مجابهة التحديات الفلسطينية العسكرية ، فرسالة لابيد جاءت على النحو هذا ، بأنه قادر على مواجهة حركة الجهاد الاسلامي باستهدافه قيادات عسكرية ، متحسبا أنه يمكن وصف هذا بالانجاز وسرعان ما يتجلى هذا بالداخل الاسرائيلي وفق حساباته اذ له انعكاسات ثاثية الأبعاد ، متناسيا بذلك أن حرب الاستنزاف التي تقودها المقاومة ضدهم هي حرب باتت تربك حساباتهم بإجماع الكثير من المراقبين ، وبالتالي شددت المقاومة على خوض المعركة باقتدار وقوة ، تؤكد بذلك أنها لن تسمح للاحتلال بفرض معادلات جديدة على الأرض مهما كان الثمن .
أما في ما يخص الاتفاق على التهدئة في قطاع غزة ، وعلى مستوى تحقيق المطالب كاملة وما الت إليه الانتصارات في هذة المعركة ، نعم حققت حركة الجهاد الاسلامي بقيادة الردع العسكري لسرايا القدس انتصار ممثاثل لمعركة سيف القدس العام الماضي ، وهو عملية مبدأ ربط الجبهات أو الساحات التي كانت تحاول اسرائيل تمزيقها شتى بالاستفراد بكل جبهة على حدى ، ناهيك عن محاولاتها الفاشلة بالانقسام ، وهذة أ حدى أبرز انتصاراتها في هذة المعركة ، هي توحيد الساحات المتكاملة والمتجذرة في عمق معركة سيف القدس ، وأدركت هنا فلسفة القوة للمقاومة بأن تدك اسفين المنجزات هذة بعمق الاستراتيجية الاسرائيلية ، وهذا لصالح فلسطين ، مما جعل اسرائيل تسارع بالوساطة من أجل الخديعة لتعاقب الجهاد الاسلامي وفشلت بذلك لأنها كانت تخوض معركة الوعي والحذر ، وشهدنا حراك فلسطيني وعسكري ، فانصدمت اسرائيل بتلك المفاجئة ، وسارعت باغتيال الجعبري وخالد منصور كردة فعل ، بالمقابل هنا بدأت المقاومة مرحلة جديدة لتأدب الاسرائيلي على افعاله العدائية ، وانتهى بذلك ببيان مصري ينص على ثلاث أمور مركزية منها إيقاف كل العقوبات التي مورست على غزة بسبب العدوان الاسرائيلي إدخال الوقود وفتح المعابر ، إضافة لملف الأسرى وهذا مهم جدا بالنسبة للمقاومة ،وهو ملف الأسرى الإداريين والذي في مقدمته الأسير المضروب عن الطعام لمدة أكثر من ١٦٠ يوم الأسير خليل عوايدة وهو من الضغة الغربية ، والعمل على إطلاق سراح القيادي بسام السعدي لان القضية هنا قضية كرامة ليس فقط قضية فرد من أفراد القيادة ، وربما هناك أوسع من ذلك ، ولكن بالمجمل كانت المحصلة التي حققتها حركة الجهاد الاسلامي هو استطاع أن يحقق الهدف الاستراتيجي وأجبرت اسرائيل تحت وطأة صواريخ المقاومة وسرايا القدس أن تخترق منصة غلاف غزة وصل ذلك بنحو ٦٥ كيلو متر ، ولأول مرة سجلت اسرائيل مايسمى بالنزوح الطوعي والقسري للمستوطنين ، وطبعا هنا لا يمكننا المقارنة بين هذة الحرب ومعركة سيف القدس لسبب وجيه وهو إذ لم تلتزم اسرائيل بالمطالب ، فسوف نتوجه نحو التصعيد وسيسحق لابيد مثلما سحق نتنياهو سياسيا وعسكريا ، وفي ذات السياق ، تحدث الاعلام الاسرائيلي نقلا عن مسؤوليه ، إذ حدث هناك حدث سياسي بفصل حركة الجهاد عن حماس في الميدان ، وهذا ربما تحقق بالنيل غدرا ، حيث ايضا هناك تصريحات رسمية لحماس تتحدث عن التوقيت والسرعة والضغط على الجانب الاسرائيلي من خلال الوساطة ، وهذا ربما ما تخوف منه اسرائيل وكانت سابقا مشاهد ميدانية لحماس ، وربما ستواجه جبهات أكبر قد تشمل حماس في حال ارتكبت اسرائيل حماقة هذا من الجانب الاسرائيلي ..
أما بالنسبة للجهاد الاسلامي ، صمدت وقت طويل وأدت شروط مفعولة ، وهذا ما تحتم على اسرائيل بالاتفاق على التهدئة ، لأنها غير قادرة على الاستمرار ، والسبب الأكثر هو خوفها بأن تتحول الأمور الى معركة كبرى يتضامن معها فصائل أخرى اوسع واكبر ، البعض يقول أن كلا الطرفين حقق انجاز في هذة الحرب ، إلا انني ارى انتصار ميداني وسياسي وعسكري حققته المقاومة قبل أن تطلق رصاصة واحدة ، وهي أن أوقعت الاسرائيليون في مصيدتهم ، وكانت الانظمة العربية تشاهد ذلك بأم اعينها ، فقبل بدء المعركة ، استبقت اسرائيل الأمور وقامت بإيصال عدة رسائل للانظمة العربية ، وللافت هنا ما من تصريحات لهؤلاء ،اذ لكل منها مشاكلها الداخلية الخاصة بها ، مستطردة بقدرات اسرائيل ، وكانت نتيجة التعاطي أقل من عادي ، وهذا بسبب انشغال العالم بالصدام الصيني الامريكي والامريكي الروسي ، وبالتالي لا يوجد اهداف بنكية حققتها اسرائيل على هذة المعركة ، سوى لفت الانظار الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات لأغراض تتعلق بمواجهة ايران ، وربما الهدف الذي حصلت اسرائيل هو الهدف الانتخابي ولكنه على حساب سفك الدماء الفلسطينية .
التعليقات