رجال الوحدة الإسلامية ورجال الفتنة


تعتز مصر وتفخر بأن فيها رجال مثل الشيخ شلتوت وأبو زهرة وأحمد إبراهيم، رجال الوحدة الإسلامية.

 

يقول تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * ولتكن منكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران 103-105.

 

كثير من المتعصبين والكارهين لشيعة النبي وأهل بيته لا يقومون بتكفيرهم بل يصفونهم بالمبتدعة وغيرها من الصفات الكريهة إلا أنها تبقى حمالة أوجه.

 

يعرف التكفيريون منهم أن وصم الآخرين بالكفر أصبح أمرا كريها ومقززا والغاية التي يسعى هؤلاء لتحقيقها هو إبقاء حال الانقسام والتشتت قربة لوجه الشيطان الرجيم وطاعة لساداتهم وكبرائهم الذين أضلوهم السبيلا!!.

 

كان هناك دوما رجال يؤثرون طاعة الله على طاعة الشيطان ويعملون للحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية طالبين بذلك رضا الله عز وجل والأمر لم يبدأ بالشيخ شلتوت رحمة الله عليه صاحب الفتوى الشهيرة بحرية الاختيار المذهبي وأن الاعتصام بمدرسة أهل بيت النبوة عليهم السلام ليس بدعا في الدين ولا كفرا ولا ضلالا بل هو إعمال لمبدأ حرية الاعتقاد (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وهو لم يكن أول من سلك هذا الطريق المستقيم فقبله كان هناك العديد من علماء الأزهر وشيوخه الذين سعوا لإقناع الناس بنبذ التعصب الأعمى.

 

ليس غريبا أن تكون فتوى الشيخ شلتوت ردا على كتاب الخطوط العريضة لدين الشيعة الإمامية الذي أصدره (محب الدين الخطيب) رجل المخابرات البريطانية والمساعد الأول للناموس الجاسوس محمد رشيد رضا وكلاهما عمل في خدمة الإنجليز تحت إمرة السير ريتشارد مكماهون.

 

الجاسوس محمد رشيد رضا هو المسئول عن كثير من البلايا التي تعرضت لها مصر والأمة الإسلامية وهو الأب الروحي لحسن البنا وجماعته التي زرعت في مصر وهي المسؤول الأول عن انقلاب يوليو 1952 الذي جاء بالعسكر لحكم مصر وحتى هذه اللحظة.

 

أحد هؤلاء الرجال الذين اصطفوا في جبهة الدفاع عن الوحدة الإسلامية هو الشيخ الراحل الفقيه الكبير محمد أبو زهرة صاحب كتاب (الميراث عند الجعفرية للشيخ أبو زهرة).

 

تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه محاولة عملية آتت ثمارها بالفعل للتقريب والتعاون بين المذاهب المختلف ويذكر الشيخ أبو زهرة كيف اقترح على الدكتور عبد الرزاق السنهوري دراسة مقارنة للأحوال الشخصية والمواريث وفقا للمذاهب الأربعة والمذهب الإمامي والمذهب الزيدي ويذكر أيضا أن أول من فتح عيون المذهب الشيعي في الدراسة الفقهية هو (المرحوم الشيخ أحمد إبراهيم رضي الله عنه) الذي كان يعرض في دراساته الفقهية لبعض آراء الشيعة الإمامية والزيدية وهي الدراسة الفقهية المقارنة غير المقيدة بمذهب واحد وعلى ضوء هذه الدراسة اقتبس قانون الوصية رقم 71 سنة 1946 وهو الذي يجيز الوصية لوارث وعلى ضوء هذه الدراسة أيضا نهجنا فيما كتبناه في أبواب الفقه ذلك المنهج المستقيم وهو الاقتباس من هذه المذاهب والإشارة إلى ما نراه قوي السند واضح المعتمد من آراء الشيعة كأقوالهم في أيمان الطلاق والطلاق بثلاث بلفظ الثلاث وعدم وقوع الطلاق البدعي واشتراط الإشهاد لإيقاع الطلاق ونحو ذلك من الآراء التي نرى في الأخذ بها إصلاحا ونجد في دليلها قوة ونحن نفعل هذا بحق العلم علينا فإن الدارس للتاريخ الإسلامي عليه أن يقصد إليه في كل نواحيه وفي شتى مذاهبه فتراث رسول الله لكل العلماء والباحثين.

 

الزعم بإمكانية الفصل بين الجانب العقائدي والجانب الفقهي لا يعدو كونه محاولة للتهرب من مواجهة الواقع فالاستناد لفقه أهل البيت هو الدليل والبرهان على ركوب سفينة النجاة (مثل أهل بيتي فيكم كالإسلامي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وغرق)!!.

 

أيضا فالاستناد لفقه أهل البيت ينفي عن الشيعة محاولات التشويه الشائنة التي استمرأها النواصب منذ فجر التاريخ وحتى الآن!!.

 

تعتز مصر وتفخر بأن فيها رجال مثل الشيخ شلتوت وأبو زهرة وأحمد إبراهيم، رجال الوحدة الإسلامية