عالم مابعد أمريكا
يمكننا تلمس معالم ذلك النظام الدولي الجديد الخالي من أمريكا عبر أكثر من معطى سياسي أو أمني أو اقتصادي.
فصعود الصين والهند وتوسيع نطاقهما الحيوي في محيطهما الاقليمي مؤشر على قضم نفوذ الولايات المتحدة في تلك المنطقة ذات الأهمية المتصاعدة
وبروز الروس كقوة محورية تمكنت من مد جذور الثقة بين دول منظمة شنغهاي مع ما تحويه من تناقضات هو عامل يضعف من حلفاء امريكا في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى والبلطيق .
وبنظرة فاحصة لمنظمة شنغهاي ومجموعة البريكس نكتشف أنها معاول تهدم في صروح امريكا الاقتصادية والأمنية والسياسية
صحيح ان هذه المنظمات وروسيا والصين
لايستعديان امريكا في العلن ولايستعجلان تقويض وجودها المتآكل بحد ذاته.
لكنها كدول صاعدة ومنظمات واعدة حدت من نفوذ امريكا وقوضت الكثير من جهود الهيمنة التي كانت تفرضها على العالم.
النظام المصرفي البديل عن النظام المصرفي الامريكي آخذ في التبلور
وهو نقطة الحسم التي ستنهي المعركة لصالح هذه الدول الطامحة للخروج من ربق الهيمنة الامريكية
اما غرب اسيا فليس أوضح من تخبط الولايات الامريكية فيها كما هو الحال في موقفها من افغانستان والملف النووي الايراني بل ان امريكا باتت تدرك أن انسحابها من هذه المنطقة بات حتميا مع تنامي قدرات ايران الذاتية وتمدد نفوذها في المنطقة من خلال محور المقاومة الى الدرجة التي لم تعد تخفي فيها عجزها عن حماية اسرائيل وضمان تماسك وبقاء حلفائها موحدين ريثما تتمكن من التوجه نحو الصين لمنع تعملقه أكثرا.
حتى حليفها التركي لم تتكمن من ضبط ايقاعه فقد تمردت تركيا على امريكا في اكثر من مورد وقد يعود السبب الى ان امريكا لم يخطر ببالها ان صمود ايران ومحور المقاومة في مواجهتها حفز الاتراك على تبني بعضا من مواقف الجمهورية الاسلامية حتى وان كان في اطار التنافس مع الايرانيين على قيادة المنطقة.
على العموم فان عالم ما بعد امريكا لايعدو ان يكون أما
عالم ثنائي القطبية
ولكن قطبية تكتلية اي بمعنى تكتلين كبيرين دون قيادة مركزية لهما
عالم احادي القطبية بقيادة الصين لكن الصين لاترغب وليست مستعدة لهذا النمط ولايوجد قطب آخر يمكن له ان يكون احاديا غيرها بما في ذلك الروس
عالم متعدد الاقطاب وهو العالم الذي يمكن ان يكون الاقرب للامكان وسيكون زاخراً بالتحالفات والتكتلات الدولية
ان عالم مابعد امريكا يعني نهاية اسرائيل ونهاية اسرائيل تعني بالضرورة تقارب دول المنطقة وتشابك مصالحها وامكانية الخروج باتحاد دولي اسلامي هو الاغنى والاقوى على مستوى العالم .
التعليقات