الإبتزاز السياسي/لبنان بين التصعيد والتهديد


ابتزاز سياسي سعودي تجاه لبنان وحملات دعائية سافرة تشنها مملكة القمع أعقاب تصريح وزير الإعلام اللبناني في مقطع فيديو قديم له قبل توزيره أثار جنون مجلس التعاون الخليجي مما أدت إلى أزمة دبلوماسية قررت السعودية من خلالها وقف كافة الواردات اللبنانية واستدعاء سفيرها مغادرة لبنان وتطلب من سفير لبنان في السعودية مغادرة المملكة ، إلى أين تصل الأزمة الدبلوماسية في لبنان  .

لبنان بلد الحرية الإعلامية ويحق لأي مواطن لبناني أواعلامي أن يعبر عن رأيه والوزير هنا لم يخرج عن سياق الأدب الدبلوماسي عندما أعطى رأيه عن موضوع الحرب عن اليمن السؤال  هنا لماذا قامت السعودية بنبش سياسة الماضي في هذا التوقيت الحصري وماذا عن خلفية الحملة الممنهجة التي تشنها وماهي الرسالةالتي تود إيصالها ولمن ؟

حين يتدخل مجلس التعاون الخليجي بالشأن اللبناني هذا يعني تدخل عدواني وعبثي  ضمن إطار الخطاب الاعلام السياسي وطبعا هذا متعمد عن سابق إصرار لا سيما أن هناك حساب مع المقاومة جراء مواقفها الإنسانية والسياسية والعسكرية تجاه اليمن ولكن مايحصل اليوم من حملات سياسيةملتبسة هي مفتاح حرب لفتح جبهة سياسية ودبلوماسية مع حزب الله، هل يعقل أن يكون هناك سبب حقيقي جراء كلمة "العبثية" أو مصطلح زعزع الاستقرار الدبلوماسي بين البلدين أم هناك تحركات سياسية خارجية تعمل بالخفاء لزج لبنان في فوضى خلاقة .

نعم هناك أطراف سياسية خارجية وداخلية تثير فتنة بين ابناء البلد الواحد وبين لبنان وحزب الله  الذي وقف بوجه الإرهاب الإقتصادي الامريكي بدعم اسرائيلي  وهناك تنظيمات اقليمية ودولية تعمل على استهداف حزب الله بشكل مباشر لخلق زعزعة داخلية لعرقلة التوازن السياسي الداخلي التي رسمها الحزب للتصدي لأي مؤامرة تحيك للبنان الذي يمر اليوم بأصعب الإمتحانات لقدرة إحباط المخطط السعودي الصهيوني الذي يستهدف البلد بعد أن قام حزب الله بإصلاح ما كسر ولم يكن عليه من السهل تطويق ما يجري ليدفع ضريبة الصمود والمقاومة كي لا ينال الدمار من لبنان مجددا  ، 

فالسعودية ومعها دول الخليج تقوم بدور ايجابي لصالح اسرائيل في لبنان وتتصدر المشهد السياسي كدور بارز بلعبة سماسرة الاقليم ظننا منها أن ما من أحد قادر على درء الخطر أو حتى إيقافه ، ولكنها أخطأت تقدير الموقف وستلقى حتفها بعد أن نكشف السر الحقيقي لهذا الإبتزاز ومطاردتها لحزب الله وفي عقب الداخل اللبناني هذا ما لا يسمح به حزب الله وكان قد أعلن الحزب رفضه أي دعوة لإقالة الوزير أو دفعه إلى الإستقالة معتبرا هذة الدعوات اعتداء سافر على لبنان وهذا كافي ليعلن حزب الله معادلة الردع الجديدة لمنع أي فتنة أو ابتزاز يمس أمن واستقرار لبنان بما أنها مسؤوليته وسيسعد الأعداء بهذا الاختيار الذي وقع على حزب الله ولكنه سيخرج منها منتصرا بإيمانه وعقيدته ولو أنها مهمة صعبه تتربص بحزب الله وحلفاءه ولكنهم قادرين على تخطي الموانع وتذليل الصعاب في وجه التهديدات التي تتعرض لها لبنان وقد نرى في الأيام القادمة منعطف سياسي تجاه مواقف دول الخليج لربما بما أننا في حالة ترقب لمواقف الإمارات والبحرين الكويت حال ترحيل السفراء من أراضيهم .