وزير خارجية الإمارات في دمشق هل يَعي ابن سلمان ما يجري حولهُ؟


هِي الحَرب الإماراتية السعودية الخَفِية، في ظِل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، تراجعت خلالها دولٌ عُظمَىَ إلى الخلف، وتقدمت دولٌ أخرىَ إلى الواجهة السياسية.

مملكة أبو المنشار هيَ الدولة الفريدة التي انتهجت سياسة صنع الإرهاب ورعايته، والتآمر على دُوَل العالم الآمن عربياََ وإسلامياََ.
لقدكانت تؤدي دوراََ صهيوأميركياََ وظيفياً طيلة فترة حياتها، بدءاًمن الدولة السعودية الأولى قبل ولادة الكيان الصهيوني، وصولاََ إلى الدولة الثالثة التي تعيش عصر الكيان الغاصب، ويتحَكَّم في مفاصلها اليوم دُبٌ داشر جعلها في مصاف الدُوَل الحقيرة الأولىَ، التي مارسَت الإجرام والإرهاب، كالولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني، لا بَل إنّ دولة بني سعود تَفَوَّقت عليها بدرجات، من حيث التَفَنُن بِابتداع وصنع وسائل القتل ونوعيتها، ونوعية المقتولين بالرصاص والمتفجرات والذبح بالسكاكين، والإحراق والإغراق والخوزقة، وغيرها من الأساليب التي امتهنتها عصابات القتل الملكية السعودية، بتسميات مختلفة، كالقاعدة وداعش وجبهة النُصرَة وبوكو حرام وغيرها من مجموعات القتل والإجرام والاغتصاب والحرق والتدمير، حتى وصلَ بهم الأمر إلى ارتكاب جريمة في قنصلية رسمية في دولة ذات سيادة (تركيا).
هذه المملكة التي دفعت الجزية، ولا تزال تدفعها لإسرائيل وأمريكا، تمتلك جيشاً مُسلَّحاً بأحدث الطائرات والمعدّات والتقنيات العالمية، 
[ونتيجة اتِّخاذ قادتها قرارت سياسية وعسكرية غبية، ونتيجة التهوُّرِ بارتكابهم أخطاءََ باتخاذهم خياراتٍ قاتلةً ومُمِيتَة،
كانت هزيمتهم في اليَمَن مَدوِيَة (بچلاچل)، وكانَ خروجهم من الساحة السورية مُذِلاََ، كان لبنان آخر الساحات التي زَحَطَت عليها المملكة حالياََ، في انتظار غيرها.
لقد خلقت المملكةُ مشكلة، وصنعت صراعاََ لا لزوم له ولَم يكن بحسبان أحد نتيجة الغباء الذي وصلوا إليه.
أبو ظبي بشخص محمد بن زايد كانت ولا زالت تراقب بعين الصقر خطوات ابن سلمان المتهوِّرَة والمتسَرِّعَة الخُطىَ نحو الهاوية، وهو الذي تَعَمَّدَ إزاحة كل المعوقات من أمامهُ، وهو في طريقه الى الحفرة العميقة، بسرعةٍ ولا سلام، ولكي لايتأخر في الوصول إليها ويتموضَع فيها ويُقضَىَ عليه.

ابن زايد هذا الذي اختبأ خلف الدوحة والرياض طيلة فترة الأزمة السورية، كان أول مَن باركَ للرئيس الأسد فوزهُ في الإنتخابات الرئاسية وإنتصاره على الأرهاب، وبالأمس زار وزير خارجيته (الوسيم) دمشق التي استقبلته بحفاوة أمام ناظرَي أغبى ولي عهد في العالم على مدى عصور.
فالإمارات التي تؤسس لعلاقة جديدة ومميزَة مع سوريا، كانت أوّل الزائرين للعاصمة السورية،من بين دوَل مجلس التعاون الخليجي السِت السبَّاقة لإعادة وَصل ما إنقطع طيلة أحد عشر عاما، في الوقت الذي تتجنب فيه المواجهة المباشرةَ مع اليمنيين، كان عملاؤها في الجنوب يديرون دفَة الحرب بالوكالة عنها، لكنها تركت لنفسها بوابَةََ خلفيةً، للولوج منها نحو صنعاء في المستقبل القريب، كما حصلَ في دمشق. 

محمد بن زايد (المتصهيين) أكثر من نتانياهو نفسه، يطرق كل الأبواب، راسماََ لبلاده خريطة طريق،مع العدوِّ والصديق،وهو الذي لايزال ينسج أفضل العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم الخلافات العميقة بين البلدين فيما يخص الجُزر الثلاث، أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى،مُجَنِّباََ بلاده حرارة الصواريخ البالستيةاليمنية التي أحرقت أرآمكو، من خلال تزويد طهران سراََ بأغلبية الخطط السعودية، في حربها على اليمن الشريك فيها، وتسليمها خرائط عسكرية لمواقع حساسة استفاد منها أنصارالله، بقصفها  طيلة السنوات السبع الماضية.
إمارات ابن زايد هذه، مارست دور الخادم لإسرائيل والخائن للسعودية، طيلة فترة الحرب، لم تُخْفِ طموحها بأن تَحُل مكان المملكة إقليمياََ،وتصادر زعامتها،بدعمٍ أميركي صهيونيٍّ خَفِيّ.

لقد عمِلَ ابنُ زايد على هذاالأمر طويلاََ، وكان طحنون بن زايد الرأس المدبر والمنفذ لكل المخططات الإماراتية، على خَطَي التطبيع مع إسرائيل والتلميع مع سوريا وايران.

[في المقابل، فإنّ الدب السعودي الداشر، نجل(أبو تَئ تَئ) سلمان بن عبد العزيز، لايزال يتصرف وكأنّه في كوكبٍ آخر، والولايات المتحدة الأميركية ترفض الردَّ على هاتفه،كما ترفض استقباله، وتُلَوِّح له بقضية ١١ سبتمبر وبملف جمال خاشقجي،وبعض ملفات انتهاك حقوق الإنسان التي اعتادت واشنطن التحريض والتشجيع على القيام بها، وجعلها ذريعةً للمحاسبة، حين ينتهي دورالملك اوالرئيس الخادم  ولم تعُد هيَ بحاجة إليه.

وفي الوقت الذي شجّعت فيه واشنطن ابن زايد سراََ، على إرسال وزير خارجيته لزيارة دمشق، أصدرت بياناََ بارداََ ركيكاََ ضعيفاََ،وصفت فيه الزيارة بالمخجلة)، بينما تُعَوِّل واشنطن كثيراََعلى الزيارة، لأن وزير الخارجية الإماراتي كانَ قد حَمَل رسالةً أمريكية سريَة لسوريا، بخصوص الِانسحاب الأمريكي الوشيك منها، وتنتظر الرد.

إن ما تقوم به السعودية من تصعيد في لبنان، والمترافق بعناد غير منطقي. يؤكد هشاشة الموقف السياسي السعودي، وحجم الأزمة التي يعاني منها ابن سلمان، داخلياََ وخارجياََ، وخصوصاََ في اليمن، بعد تخلي واشنطن عنه، وانهيار المحادثات بينه وبين ايران،الأمر الذي ترجمته المملكة تخبطاََ، بإتخاذ القرارات على وَقع التحريض اللبناني الداخلي على حزب الله.

بقيَت لدى الرياض ورقة أخيرة لم تستعملها للضغط على اللبنانيين هي العمالة اللبنانية في المملكة والخليج؛ ورغم التسريبات بأن الملك سلمان رفضَ رفضاََ قاطعاََ المساس بهم أو بأرزاقهم، إلَّا أن جهات سياسية لبنانية تدفع بهذا الِاتجاه، لزيادة النقمة على حزب الله، وتحميله مسؤولية قطع أرزاق اللبنانيين في الخارج؟! 

لكن بعض المعلومات الأخرى تُشير إلى اِحتمال إقدام وليّ العهدالسعودي    على ارتكاب حماقة بحقهم،وإن حصلت فستكون المملكة قد لعبت مع حزب الله آخر أوراقها، صولد وأكبر، و سينتج عنه خسارة آخر موطئ قدم لها في بلاد الشام، وسيذهب إلى أرضها، بديلاََ عن الذين ستطردهم، كل أبواقها وعوائلهم بكل تأكيد؟!!
 
حلفاء المملكة، من موظفي البخاري في لبنان، عجزَة في دارٍ كبيرة،وموظفو الثرثرَة هؤلاء يتسابقون الآن للفوز بالرضا والمال السعودي،وفقاً لمقولة: اِشهدوا لي عندالبعيرأنّي أولُ مَن رَمَىَ.

  رئيس حكومة لبنان قَلِق على مصير زعامته السنية، التي يطمح لها.

وابن زايد يسوح في باب توما وقاسيون.

وابن سلمان يضرب رأسه بالحائط، في قصر اليمامة.
وننتظر الأفظعَ، لِابن سلمان.