الرسائل السلبية…


الأنسان بطبيعته يميل الى التفاعل مع المشاعر الجماعية التي تحرك المجتمع ، فعندما يكون هناك خبر سار يشاع في الأخبار ترى الجميع في حالة أسترخاء وتفاعل مع هذا الخبر حتى وإن لم يشمله هذا الخبر ، لأن وقع الأخبار الجيدة ينعكس على نفسية المتلقي.
وبالضد من ذلك الرسائل السلبية من أخبار وتصريحات ونقاشات حادة تكون باطار سلبي وتحمل طابع الكراهية والضغينة.
فعندما يخرج سياسي أو متحدث في وسائل الأعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي ويتحدث بسوداوية عن الواقع العراقي ، وكذلك السجالات بين المتحاورين في البرامج الحوارية التي تحولت الى صراع شخصي بين المتحاورين والتطرق الى مواضيع لا تمت الى موضوع الحوار بصلة واحياناً يتحول الى سب وشتم وقذف.
كل هذه للأسف تعطي رسائل سلبية للمجتمع مفادها أن الطبقة السياسية تعاني من التصدع وتعاني من أنقسامات حادة وبالتالي لايمكن الوثوق بهذه الطبقة في قيادة المرحلة القادمة ، ففي موضوع الأنتخابات مثلاً نلاحظ التصريحات المتناقضة من المسؤولين حول إجراء هذه الأنتخابات ، فالبعض يصرح بأن الأنتخابات لا يمكن أجراؤها وهي ذاهبة الى التأجيل أو الألغاء ، والبعض الآخر يصرح بأن الأنتخابات جارية في موعدها المحدد ولايمكن تأجيلها بأي حال من الأحوال.
هذه التناقضات تعطي صورة سلبية لذهنية المواطن في التفاعل الأيجابي مع عملية الأنتخاب وتولد لديه ردة فعل في العزوف عن الذهاب أصلاً الى الأنتخابات.
على الطبقة السياسيةأن تضبط إيقاع تصريحاتها وتتفق على لغة حوار هاديء وصراع سياسي شريف بعيد عن التشنجات والأبتعاد عن السجالات الشخصية ، كما نتوخى من وسائل الأعلام والأبتعاد عن الحوارات المتشنجة وعدم إستضافة الشخصيات الجدلية في برامجها ، وإستقدام شخصيات أكاديمية ومن مراكز البحوث والدراسات والجامعات العراقية لأعطاء الموضوع أهميته العلمية وإثراء المواطن بمعلومات مفيدة والخروج لحصيلة من كل برنامج أو حوار سياسي.