لماذا الاستهداف للحشد الشعبي؟؟


من جديد يطل علينا وزير الدفاع العراقي جمعة عناد في تصريح مثير للجدل حول الحشد الشعبي ، وأختصر معالي الوزير الحشد الشعبي وقدراته باربعين عجلة تحمل احادية متباهيا بجيشه المدجج بالسلاح الذي وصفه بانه مهيأ لقتال دولة كاملة.
ربما نسي معالي الوزير ان بلده لازال محتلا من الجيش الامريكي ولا يملك السيادة على اجواءه ومحدد عليه مصادر التسليح ، وكذلك نسي معالي الوزير ان دولة جارة هي تركيا تحتل مساحات من بلده وتهدد باجتياح مناطق اخرى وتقوم بغارات جوية وقصف مدفعي على مسمع ومرأى الجميع ولم نلاحظ دبابة واحدة من دبابات الوزير اطلقت ولو لطلقة تحذير واحدة.
هذا كله ياتي في سياق الحرب الناعمة ضد الحشد الشعبي والانجازات التي حققها وادرك الجميع ان هذه القوة المتسلحة بالايمان لا يمكن ايقافها او التشكيك بوطنيتها وهي تؤدي واجبات خارج اماكنها الافتراضية اذا ما افترضنا ان الحشد الشعبي في اغلبه من محافظات الوسط والجنوب ، وهو يقوم بواجبات قتالية في المناطق الحدودية في غرب الموصل والانبار وحوض حمرين وهي مناطق يكثر فيها نشاط عصابات داعش الارهابية.
وبالعودة الى قدرات الحشد الشعبي فعند انطلاق الفتوى المباركة بالجهاد الكفائي لم يكن يملك هذا الحشد الا اسلحة افراده الشخصية والبعض ذهب بملابسه الريفية ملبيا نداء المرجعية دون سلاح ، وانتصر الحشد على اعتى عصابة ارهابية مجرمة ومسلحة بشتى انواع الاسلحة ومدعومة من اقوى الدول ، وقدرت الولايات المتحدة وحلفائها ان قتال داعش يحتاج الى عشرين سنة ولكن ارادة وعزيمة هذا الحشد ازال هذا التنظيم من الوجود وهو ما اغضب العدو والصديق ، فنشوء قوة مؤمنة وقوية بهذا الشكل العقائدي صور لهم ان شبح تجربة حزب الله في لبنان قد تتكرر في العراق رغم ان التجربة العراقية أعمق وأقوى من تجربة حزب الله في لبنان.
فما قام به الحشد الشعبي يعد أسطورة لم تكتمل ديباجتها بعد وهناك فصول لم يكشف النقاب عنها.
هذه التصريحات وغيرها مصاحبة لحملة اعلامية لبعض المواقع المشبوهة والمؤسسات الاعلامية تحاول تشويه صورة هذا الحشد ومن ورائه تشويه صورة قائد هذا الحشد ومؤسسه السيد علي السيستاني الذي لولاه لما كان هذا الحشد بهذه الصورة الرائعة ولم يكن الاعداء ليغتاظوا كل هذا الغيض ، لان أفراد وقادة هذا الحشد لا يخونون ولا يغدرون ولايبيعون قضيتهم مهما بلغ الثمن.
دماء الحشد الشعبي تكتب أسطورة عراقية ستبقى ترن في أذن التاريخ العراقي ولن تؤثر تغريدة سوداء أو منشور مغرض لمدون مخمور على صفحات التواصل الاجتماعي على قوة وبسالة هذا الحشد المقدس ولن يتخلى مقاتلي الحشد الشعبي عن مواقعهم ولا يتركون الثغور مكشوفة لكي لا تعود داعش من جديد.
سلاما امن كتبوا تاريخهم بالدماء الزكية وطرزوا أسمائهم بأحرف من نور ، ومكانتهم في عليين عند مليك مقتدر.