الحشد الشعبي صمام امان الامة وحارس الدستور


ربما تبادر الى ذهن (البعض) ان دخول قوات الحشد الشعبي الى المنطقة الخضراء ليلة اعتقال (اختطاف) الحاج قاسم مصلح ،ان الحشد قد تجاوز القوانين والانظمة السائدة ،ودخل ليستحوذ على السلطة او فرض الارادة السياسية او الامنية .
هذا خطأ ستراتيجي في التفكير فالحشد وقياداته وثقافته غير ذلك بالتمام ،لانه نتاج فتوى الجهاد الكفائي وابن السواتر والتضحيات 
وابن النخوة والغيرة العراقية الاصيلة وليس في قاموسه يوما ان يستحوذ على سلطة او منصب ،انما منذ البداية كان عنوانًا لاحقاق الحق وابطال الباطل وقد شهدت على افعاله سوح الجهاد .
الحشد الشعبي ابن التجربة الديمقراطية بالبلد وبعدها واحدة من المفاخر امام الدول التي مازالت تعيش ظلمات الفردية والاستبداد .
ان الدخول الى المنطقة الخضراء جاءت لترسيخ القيم والقوانين بعد ان شطحت عنها الجهات التي حاولت ان تعتقل شخصية قيادية في الحشد الشعبي مازالت مآثرها تملأ اذان القريب والبعيد ،وبهذا المنهج ارادت ان ترسخ قيم التسلط والدكتاتورية والخروج عن جادة العدل والقوانين السائدة فاعيدت الى مكانها وفهم الاخرون معنى خطئهم وعلهم يتعظون .
ان اليقظة الدائمة لدى قيادة الحشد الشعبي 
سواء بالدفاع عن الوطن وارضه وشعبه هي ذاتها موجودة في ترسيخ العمل الديمقراطي ونجاح التجربة فقد ذهب عهد (الانقلابات) وحكومات (الطواريء) وولى وليس لاحد ان يعيد عقارب الساعة الى الوراء.
لقد طالب الحشد الشعبي عبر اكثر من موقف بحقوقه الشرعية اسوة بباقي الاجهزة الامنية لكن وللاسف لم يتحقق منها شيء ،فمثلما التزم الحشد بواجباته بشكل مميز فان على الدولة ان تأخذ بنظر الاعتبار حقوق افراده .
وليس من الانصاف ان يرد جميل الحشد وتضحياته بان يتم اعتقال احد قياداته بهذا الشكل التعسفي وبالتعاون مع قوات الاحتلال .
كان على الجميع ان يأخذوا بنظر الاعتبار حال العراق يوم استولى الارهاب على ثلث الاراضي العراقية وقتل ونهب ودمر واعتدى على الاعراض ،وكيف هو البلد الان ينعم بالخير والامان .
،فالحشد جند الله وصمام امان البلد وحراس الدستور وابناء المرجعية ،وحملة بيارق الله اكبر وهم نشيد السواتر وحماة المراقد الشريفة وزوارها ،وهم الذين دافعوا عن تراب الوطن يوم فر من فر من الاجهزة الامنية وترك واجبه بمجرد ظهور عجلات داعش واسلحتهم .
فلايمكن ان يساور احد شك بغير ذلك ،لان من جعل التضحية والفداء والشهادة في سبيل الله طريقا ومنهجا له ،لايمكن ان تغريه مباهج الدنيا ولانشوة السلطة وعناوينها .

المصدر: ألواح طينية