حوار مع الخبير العسكري والمحلل السياسي السوري العميد "هيثم حسون"



حوار مع الخبير العسكري والمحلل السياسي السوري 
العميد " هيثم حسون " 
معهد أبرار معاصر .. طهران 

أجرى الحوار : حسين المير 
إشراف : فاطمة سياحي 

من المشروع الخارجي الذي يسعى إليه الأمريكي والصهيوني بهدف تقسيم العراق وتدميره وإخضاعه للأجندة الأمريكية ومحور التطبيع .
إلى عمليات التخريب المفتعلة بقصد تدمير الإقتصاد العراقي من طاقة كهربائية ومشافي .. والأطماع التركية 
الجديدة شمال العراق بحجج واهية بهدف إحتلال اجزاء من الشمال العراقي .
مروراً بالذكرى السنوية السابعة لتأسيس الحشد الشعبي وتجديد العهد والوفاء ومواصلة الدفاع عن الأرض .
وصولاً إلى عمليات إستهداف القوات الأمريكية في العراق لإجبارها على الإنسحاب .

كل هذه العناوين والمستجدات والتطورات في الملف العراقي .
يسعدنا ان نلتقي بالخبير العسكري والمحلل السياسي السوري العميد.. هيثم حسون .. 
لنحصل منه على أجوبة لهذه العناوين والإستفسارات 

بعد الترحيب بكم سيادة العميد سؤالي الأول : 

في العراق لايزال المشروع الخارجي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني هذا المشروع الهادف إلى تقسيم العراق وتفتيته وتدمير إقتصاده لإضعافه وتمزيقه والسيطرة عليه .
كيف ستواجه القوى الوطنية العراقية وفصائل المقاومة والمرجعية الرشيدة هذا المشروع .؟؟؟.


أجاب سيادة العميد : 
تقسيم العراق كان أحد أهم المشاريع الإستعمارية عبر تاريخ العرب الحديث كونه يمتلك كل مقومات الدول القوية ولأنه يشكل الإمتداد الطبيعي والسند لدول المواجهة مع الكيان الصهيوني .
وكان إحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة ودستور بريمر هو بداية المرحلة التنفيذية لذلك المشروع عبر إنشاء كيانات طائفية وقومية شبه مستقلة وسرقة موارد العراق والمساعدة على تفشي الفساد وتسلطه 
ورغم الإنسحاب العسكري الأمريكي إلا أنها حافظت على بذور التفتت داخل المجتمع والسلطة العراقية . وهذا مادفع الكثير من أبناء العراق الصادقين والمحبين لوطنهم للسعي من أجل إفشال مشروع التمزيق عبر العمل الشعبي السياسي والعسكري والذي تبوأت قيادتها قوى سياسية ودينية وعشائرية . ونجحت نسبياً في إسقاط جزء من ذلك المشروع عبر العمل السياسي والعسكري وفرض نوع من التوازن في علاقات العراق مع محيطه الإقليمي . وخاصةً الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا .

سيادة العميد : 
شاهدنا منذ مدة عمليات تخريب للإقتصاد العراقي من تفجير لأبراج الطاقة الكهربائية وعمليات حرق لمشافي كان آخرها حرق مشفى الحسين في محافظة ذي قار أدت لسقوط عشرات الضحايا وخسائر مادية كبيرة .
ماهيّ الأسباب الخفية لإستهداف أبراج الطاقة الكهربائية والمشافي في العراق ومن يقف خلف إستهدافها .؟؟؟.


أجاب سيادة العميد : 
منذ أن سهلت تركيا والولايات المتحدة إحتلال تنظيم داعش الإرهابي لجزء من الأراضي العراقية كان الهدف هو السيطرة على العراق سياسياً وعسكرياً . ونشوء القوات الشعبية وفتوى المرجعية الدينية بضرورة الدفاع عن العراق ونشوء فصائل المقاومة العراقية التي نجحت في إفشال مشروع داعش وتحول تلك الفصائل إلى قوة مقاومة حقيقية تهدد الوجود الأمريكي سعت الولايات الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها لضرب هذه الفصائل من خلال إعتداءات مباشرة أو غير مباشرة وتحميلها نتائج ماترتكبه المجموعات الإرهابية من بقايا داعش .
وضرب أي نجاحات سياسية وإقتصادية تظهر في الساحة العراقية ومحاولة نشر الفوضى والإرهاب لتخريب البُنى التحتية للدولة والمجتمع وعدم السماح بتطوير من أي نوع عبر تخريب شبكات الكهرباء وخاصة التي تربط بين شبكات العراق وإيران وسوريا وتخريب المشافي والمؤسسات التعليمية والإقتصادية وهذا مايشكل ذريعة لبقاء القوات الأمريكية في العراق .


سيادة العميد سؤالي التالي : 
إلى شمال العراق حيث الجيش التركي ينفذ عمليات عسكرية كل فترة بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني هذه العمليات تتسبب في تشريد المدنيين من سكان القرى وسقوط ضحايا وأضرار مادية كبيرة وسط صمت حكومي عراقي .
لماذا لم تتحرك الحكومة العراقية بتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي لإيقاف عمليات الجيش التركي وإخراجه من المناطق العراقية التي إحتلها ونشر الجيش العراقي على الحدود .
وهل هناك إتفاق تركي أمريكي بخصوص هذه العمليات .؟؟؟.

قال سيادة العميد : 
ماتقوم به تركيا في شمال العراق هو جزء من المشروع الأمريكي في المنطقة وكل مايحصل هو نتاج تنسيق وتكامل في عمل قوات الإحتلال الأمريكي مع قوات العدوان التركي وأحياناً بالتنسيق مع السلطة الإنفصالية في كردستان العراق أما حزب العمال الكردستاني فهو ليس أكثر من ذريعة تستخدمها تركيا لتنفيذ إعتداءاتها وتحقيق مشروعها بإحتلال الأراضي العراقية حتى الموصل والمُدرج في قانون ملت التركي. .وحتى موضوع الإعتداء على حقوق سوريا والعراق في مياه دجلة والفرات يأتي في هذا الإطار .
أما موضوع عدم اللجوء إلى مجلس الأمن للإدعاء على تركيا فيعود .
.أولاً لخضوع جزء من السلطة العراقية للولايات المتحدة والتي لاتعتبر ما يحصل عدواناً تركياً ..
وثانياً لأن بعض مراكز القوى داخل السلطات العراقية مرتبطة بهذا المشروع لأسباب طائفية وسياسية ومصلحية ضيقة .
وثالثاً لوجود قناعة لدى بعض القوى العراقية أنه لافائدة تُرتجى من هكذا إجراء ..
والأهم عدم وجود إستراتيجية مشتركه بين سوريا والعراق للتصدي للأعمال العدائية التركية


سيادة العميد سؤالي لكم : 
منذ مدة قصيرة أحتفل العراق بالذكرى السنوية السابعة لتأسيس الحشد الشعبي العراقي بإستعراض قواته العسكرية في بغداد مجدداً عهده ووفاءه للمرجعية الرشيدة ومواصلة مهامه بالدفاع عن أرض العراق وترابه 
الإستعراض العسكري للحشد الشعبي العراقي الذي أجراه يعتبر رسالة إقتدار قوية .
حسب معلوماتكم لمن تم توجيه هذه الرسالة .؟؟؟.

أجاب سيادة العميد : 
إن العدوان الذي نفذته قوات الإحتلال الأمريكي على مواقع الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية بعد العرض العسكري الذي نفذته فصائل الحشد بساعات يؤشر بوضوح إتجاه الرسائل التي أرادت قيادة الحشد إيصالها . وهي أن قوات الإحتلال الأمريكي لن تكون آمنةً في العراق .
ورسالة أيضاً للكيان الصهيوني خاصةً بعد إعلان قيادة بعض فصائل المقاومة العراقية أنها جزء من مشروع مقاومة الكيان الصهيوني وحماية القدس 

كما أنها أيضاً أرادت إيصال رسائل تطمين لأطراف محور المقاومة بأنه في أرض العراق حليفاً قوياً يمكن الإعتماد عليه .

سيادة العميد : 
شاهدنا كثافة في العمليات العسكرية ضد أرتال القوات الأمريكية وقصف صاروخي لعدة قواعد أمريكية في العراق وخاصةً بعد الغارة الأمريكية على مقر الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية .
برأيكم هل ستستمر العمليات العسكرية وإستهداف قوات الإحتلال الأمريكي في العراق وسورية للضغط عليها لإخراجها وسحب قواتها من العراق .؟؟؟.


أجاب سيادة العميد : 
إن ما تقوم به فصائل المقاومة العراقية من إستهداف لقوات الإحتلال الأمريكي لايقتصر على تحقيق أهداف تكتيكية عسكرية رغم أهمية ذلك في الضغط على الولايات المتحدة وإنما هي ضمن خطة محور المقاومة التي عبر عنها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبشكل خاص سماحة الإمام الخامنئي والجنرال قاآني قائد قوة القدس وأعتقد أن هذه العمليات ستشهد تطوراً متسارعاً خلال الفترة القادمة وخاصةً إذا ماشهدت عمليات المقاومة للإحتلال الأمريكي للأراضي السورية تطوراً في الكم والنوع .

سيادة العميد سؤالي الأخير لكم : 
بعد عشرون عاماً على وجودها في أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب والقاعدة .. القوات الأمريكية تنسحب منها مهزومة منكسرة لم تحقق الأهداف التي جاءت من أجلها بينما في العراق مازالت تناور بمسرحية الحوار الذي تجربه مع حكومة الكاظمي .
حسب قراءتكم ماهو سبب إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وإصرارها على البقاء في العراق .؟؟؟.

قال سيادة العميد : 
موضوع الفشل الأمريكي هو فشل نسبي .
حيث أن أحد أهداف الولايات المتحدة البديلة في حال فشل مشروع إقامة نظام قوي تابع لها في كابول .
هو تحويل أفغانستان إلى مفرخة ومُصدٌر دائم للإرهاب إلى دول الجواروهو مانجحت فيه ..
وهنا لم يعد للوجود العسكري الأمريكي أي مبرر خاصةً أن إمكانية تغيير الواقع الموجود للأحسن أو للإتجاه الأكثر سوءاً لم تعد متوفرة .

في نهاية هذا الحوار الرائع والأجوبة المميزة 
جزيل الشكر والتقدير للعميد هيثم حسون 
وكان لنا شرف اللقاء ..