ابن عربي والشعراوي والنفيس!!
قبل فترة وجيزة التقيت سماحة الشيخ وسألته عن رأيه في ابن عربي فأجاب قائلا: لا يعتد به وهو القائل رأيت الشيعة في صورة الخنازير!!.
في العام 1987 وفي أعقاب المجزرة التي ارتكبها آل سعود بحق حجاج بيت الله الحرام والتي راح ضحيتها أكثر من أربعمائة حاج إيراني عدا من قتل من جنسيات أخرى، خرج الشيخ محمد متولي الشعراوي بتصريح تصدر الصفحة الأولى لجريدة الأهرام المصرية قال فيه: من يؤمنون بالمهدي المنتظر يمكنهم ارتكاب أي جريمة!!.
لا شيء من هذا يمنع من القول بأن الرجل كان حاد الذكاء وكان لديه نوع من الكشف وقد خبرت ذلك بنفسي.
في العام 1984مـ جاء الرجل إلى مدينة المنصورة لإلقاء بعض المحاضرات وكان مقيما في استراحة محطة كهرباء طلخا حيث كنت متعاقدا معهم.
ذهبت ومعي مدير الإدارة الطبية (الدكتور متولي الشربيني) للسلام عليه وما إن رآني حتى قال لي: يا بني العطاء الإلهي نوعان النوع الأول يعطيك في يدك ويكلك إلى نفسك والثاني عطاء المنع فيمنع عنك من البلايا ما لا يمكنك دفعه مهما كان مقدار ما أعطاك!!.
من يومها وحتى هذه اللحظة ونحن نعيش والحمد لله في عطاء المنع.
لم يكن لي علاقة بالرجل لا من قبل ولا من بعد وخلاصة القول أن الكشف لا يعني تلقائيا صحة المنهج الذي يعتقده الرجل وهو ما قد ينطبق على ابن عربي الذي احتار القوم فيه ما بين القبول المطلق والرفض المطلق.
أثناء تجوالي بين ما نسب إلى ابن عربي في معرض حديثه عن خاتم الأولياء –إذا ثبت النقل- (وأعلم أيدك الله ان عالم الباطن اقتضى الكتمان والصمت دون بيان حتى خروج فروح وريحان فتهتز أوراق أغصان الدنيا بمجىء القاهر الظاهر والإمام الباهر الذهيبى الصنديد صقر الأمة وقت النحيب وموقظ الرجل النجيب ليفتح دهاليز الغيلان ويخيف أتباع الشيطان فى غفلة من الزمان تستحكم فيها دولة الكفر على الدنيا أيام وأزمنة فيها العجب العجاب فكأن الدنيا بيت صغير يحكم بواسطة شرير بعد تزوير للإنسانية وطمس للهوية فلا يبقى قطر إلا وقد أحيط به إلا دائرة الكنانة ففيها زبرجد العلوم الفتى اللامعلوم من شرق الكنانة المطوية الفالشين يوسفالعزيز فيحاربهم فى عالم العدمية ويحكمهم فى عالم العقلية)
هل يمكن لأحد أن يفسر لنا معنى تلك الكلمات (فكأن الدنيا بيت صغير يحكم بواسطة شرير بعد تزوير للإنسانية وطمس للهوية فلا يبقى قطر إلا وقد أحيط به)؟!.
أليس هذا حديث عن عالم القطبية الأحادية الأمريكية وعن العولمة التي تزور الإنسانية وتطمس الهوية؟!.
لا يعني هذا أنني أصبحت من بهاليل الشيخ الشعراوي أو مجاذيب ابن عربي وكل ما هنالك أنني أتمعن فيما يقول هذا وذاك ولا أسارع لتكذيب ما لا أستطيع هضمه وسلام الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع (فَلَا تَقُولُوا بِمَا لَا تَعْرِفُونَ فَإِنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُونَ).
التعليقات