تجريم التطبيع ام التطبع


الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق وامريكا بتلك الحقبة كان هناك توجه نحو خلق فاصل او حاجز مجتمعي قبل ان يكون قرار حكومي للسوفيت ،  بالفعل نجحت بذلك من خلال صورة تمثل ( امريكا ) الشيطان الاكبر على شكل حيوان مخيف يقذف ويضرب صباحا من قبل تلاميذ وطلبة المدارس ، هذا الامر الى الان فاعل من خلال الاجيال التي تربت على ذلك النهج والمبادى التي غرست بعقولهم وضمائرهم قبل كل شئ .  
مجلس النواب العراقي اصدر قانون تجريم التطبيع ، القانون سابقة مهمة جداً للمحيط الاقليمي والدولي لانه وضع خطوط حمراء لمن يريد التطبيع .
محليا القانون وضع وصمة قانونية امام التطبيع والمطبعين ، لانه بالفترة السابقة كان الامر مرتبط بعدة جهات دينية عشائرية مجتمعية منظمات هي التي تتحكم بالامر ، هذا التفصيل انتهى الان بعد صدور القرار تم وضع حاجز قانوني .  
السؤال المهم هل قانون تجريم التطبيع سيمنع التطبيع والمطبعين والاهم التطبع .
ينشطر التطبيع لجزئين : 
الاول : يرتبط بالحكام والحكومات . 
الثاني : الافراد والمؤسسات غير الحكومية . 
التطبيع الحكومي للدول او الزعماء هو قرار سياسي بالأساس تحكمه المصالح الشخصية للحاكم او ضمن رؤيته للسياسة الداخلية والخارجية . 
تطبيع الافراد امر مختلف لانه يرتبط بالتطبع وهو مايجب النظر اليه مليا .
مصر اولى الدول العربية التي طَبعت مع الكيان الغاصب وكام ديفيد شاهد على ذلك لكن لم تمضي الاتفاقية بسلاسة وانتهت بمقتل السادات بمشهد علني سيبقى من الاحداث التاريخية المثيرة والمهمة ، والسبب لانه هناك حاجز بين الشعب والتطبع ، ينطبق هذا الوصف على كل الدول المطبعه الى الان ، فما ان تتاجج الاوضاع وتضطرب بفلسطين والقدس الشريف سيظهر جليا انه تطبيع للحكام فقط وليس للشعوب .     
معادلة التطبع للشعوب ترتبط باساس ان التطبع اعتقاد وثقافة لها اسس دينية مجتمعيه عشائرية ، هذا الامر صعب المنال عربيا اسلاميا بل كل الاديان بالمنطقة . 
اذن التطبع والتطبيع الشعبي الجماهيري يرتبط بثوابت مجتمعية ذكرناها انفا ، أضافة للثوابت الانسانية ، لانها تذّكر ان ما يحدث بفلسطين وشعبها ببساطة جريمة ابادة متعمدة واضحة ابتدات بتهجير اهلها واخر صورها البشعة اغتيال الاعلامية شيرين ابو عاقل بدم بارد لتلتحق بركب شهداء القدس وفلسطين بغض النظر عن الدين والعرق وما التعاطف الكبير مع الحدث الا دليل على صعوبة التطبع بل احيانا حتى التقبل .  
لابد من التنويه انه منذ فترة ليست بالقصيرة يستخدم الكيان سياسة العصا والجزرة من جهة والاموال والهبات بغطاء انساني ضمن اطار الدعوة الابراهيمية لرفع الحرج عن الاديان والمذاهب  والطوائف من جهة أخرى ، هدفه المضي بالتطبع المجتمعي لانه اهم من التطبيع الحكومي للحكام . 
خلاصة القول
لننطلق باتجاه تنوير العقول بحق منع اتساع التطبع مع الكيان المحتل ، لانه بوجود المتنفعين والمعتاشين على التطبيع سيستمر الدفع بشكلً او آخر نحو التطبع وما وجدتموه من فقرة الزيارات الدينية المتبادلة الا بداية للطريق . 
ليكن شعارنا السلام والامان والحق بحياة كريمة مع عودة كل المُبعدين من فلسطين مقابل عدد من السماحات ومنها الزيارات الدينية .