"الاتفاق النووي بين إعادة الإحياء أو الموت"



تقرير يتضمن آراء الكتاب والمحللين السياسيين لمجموعة معهد طهران للدراسات والأبحاث الدولية، في حلقة النقاش التي جرت يوم الثلاثاء الموافق ٢٠٢١/۸/۳ والتي حملت العنوان "الاتفاق النووي بين إعادة الإحياء أو الموت".. اذ شارك عدد من المراقبين للشان السياسي حول موضوع النقاش وكانت لهم اراء مختلفة، حول المحورين:
• وجهة نظر دولة السيد رئيسي حول الاتفاق
• سياسة بايدن تجاه الاتفاق

حيث أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد فخري المولى أن "يجب أن أمريكا تتجه نحو السلام وخصوصا بعد مرحلة ترامب القلقة بنقاط تماس كبيرة منها الملف النووي، لذا اتجه بايدن الى السلام 
 برؤية مزدوجة للطرفين طبعا الجمهورية الإسلامية بتجربتها الغنية بالدروس بالصبر الاستراتيجي بالتعامل مع أمريكا للحصول على مكتسبات تستحقها مثل الصدارة الاسيويه بالسياسة التي ألقت بظلالها المنطقة بدعم أوربا والصين وروسيا. وصلت المفاوضات الى مراحلها النهائية او تقترب من مستويات عالية  من التقارب بالرؤى نحو مستقبل المنطقة والملف النووي. السيد رئيسي قبل تسلمه الرئاسة اطلع على ملفات مختلفة وأهمها الادارة الرقابية ( الجهاز الرقابي )  بما ضمن استقرار الجمهورية ومنع الفساد والهدر بالاقتصاد والاموال وهو الطريق الحقيقي للوصول للاكتفاء الذاتي والاستغناء عن النفط.
وأضاف "الجولة الأخيرة بالعراق اغنته برؤية سياسية للمحور ، مما يجدر الإشارة إليه الجمهورية الإسلامية هي الآن بوابة القوى والحركات المقاومة والممانعة ، الان لنتجه بالنظر للملف النووي ولابد من الإشادة بدور الوفد المفاوض وحنكته فقد وصل الشطر الفني الى نتائج مهمة وحيويه لكن هناك تفاصيل فنية أخرى أضيفت للملف النووي الذي تم الأتفاق على اغلب فقراته ، اما الاخرى وجلها مرتبط بنزع مواطن التوتر والمواجهة المباشرة وغيرها . السيد رئيسي رجل المرحله.. قد يتعثر الاتفاق النووي بسبب اللوبي الصهيوني لكنه بالجزء الآخير ستضيف الجمهورية بقيادة رئيسي نصرا جديدا العودة للاتفاق مع رفع للحصار والخروج من الهيمنة الاستكبارية."

من جانب آخر يعتقد المحلل السياسي د. هيثم الخزعلي بأن "هناك امرين قديمين يمنعان الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة للتوصل لاتفاق حول الملف النووي:
١-مطالبة الجمهورية الإسلامية برفع كل العقوبات بشكل دفعي، بينما تريد الولايات المتحدة رفع العقوبات بشكل تدريجي قد يستمر لسنوات.
٢-ان الجمهورية الإسلامية لن توافق على العودة لمستويات التخصيب السابقة، بعد أن وصلت لأكثر من نسبة ٦٠ ٪ من التخصيب، وهي تستخدم وحدات IR6 حاليا، مع ان هناك خبراء يؤكدون إمكانية امتلاك إيران للوحدات تخصيب IR8, كما أن هناك تصريحات للمسؤولين إيرانيين بأن بامكانهم التخصيب بنسبة ٩٠٪، وهذا يجعل العودة المستويات السابقة شبه مستحيلة.
في الاضافة و من جانب الولايات المتحدة يقول بأن "هناك عاملين جديدين:
١-تقييد القدرات الصاروخية الإيرانية، وهذا امر لاتقبل به أي دولة مع وجود تهديدات وتحديات في إقليم ها المحيط وامتلاك دول أخرى لامكانيات تسليح عالية بدعم دول كبرى،
٢-الطائرات المسيرة، وهو ما تطالب به إسرائيل من أجل تقييد القوة العسكرية الإيرانية.. ولن تقبل به ايران حتما، من جهة أخرى هناك حرج سياسي أمريكي لسببين : ١- تعهد الرئيس بايدن أثناء حملته الانخابية بالعودة للملف النووي. ٢-اتفاق إيران مع الصين واحتمال تفعيل هذا الاتفاق الذي سيجعل العقوبات الاقتصادية على إيران حبر على ورق ولن يكون لها تأثير فاعل.
هو يعتقد بان "رأي الرئيس السيد رئيسي هو عدم الوثوق بالتعهدات الأمريكية واخذ كل الضمانات الممكنة قبل أي اتفاق، وكما قال الإمام الخامنئي حفظه الله.. إن الاوربيين يصافحونكم بقفازات حريرية على كفوف حديدية، فيجب عدم الوثوق بهم... وبالتالي لا أعتقد أن هناك فرصة للتوصل لتفاهمات حول الاتفاق بوقت قريب... وهذا سيتضح اكثر مع الوقت.."

كما يؤكد نائب رئيس مركز القمة للدراسات الاستراتيجية الأستاذ يونس الكعبي أن "بعد سنوات الحصار الظالم ادركت امريكا ان العقوبات الاقتصادية على الجمهورية الاسلامية اتت بنتائج عكسية واصبحت ايران بحكم تحررها من الرقابة الدولية اكثر حرية في القفز بخطوات علمية كبيرة واصبحت إيران اكثر قدرة على تخصيب اليورانيوم وبالتالي امريكا لن تجد حلا اخر سوى العودة الى الاتفاق النووي واحترام ارادة الشعوب في امتلاك التكنولوجيا واليوم بعد وصول السيد رئيسي الى الرئاسة في ايران ادركت امريكا انها ستواجه خصما اصعب من سابقه واذا لم تسارع الى عقد الاتفاق سريعا فربما يخطو الرئيس الايراني خطوات اسرع مما تتوقع امريكا لذلك ربما سنشهد توقيعا وشيكا على الاتفاق وستخرج ايران اقوى من قبل بعد حصار ظالم.. طبعا هذا ليس نهاية القصة مع امريكا واسرائيل وستجد امريكا الف ذريعة للتامر على ايران ولكن ارادة ايران اصبحت اقوى والقيادة الجديدة اكثر تماسكا وحزما في امورها."

وفي ذات السياق بيّن المحلل السياسي و الأستاذ الجامعي د. علي حكمت شعيب أن "عندما يريد المرء أن يعالج موضوع الاتفاق النووي لا بد من لحظ التغيرات التي طرأت منذ إيقاف العمل به ونقضه من قبل الرئيس الأمريكي السابق ترامب. ونعني بها تلك التغيّرات التي طرأت على الأطراف المفاوضة لناحية بيئة كل منهم الداخلية. فالجمهورية الإسلامية قد تبدّل الخط الرئاسي فيها الى آخر لا يعوّل كثيراً على إيحابيات الاتفاق النووي لناحية تسهيل التبادلات والتجارة الدولية أمام إيران والوصول بالتالي الى العملة الصعبة دون قيود.

و أضاف د. علي حكمت شعيب أن " في أمريكا فقد تبدّل خطها الرئاسي الى آخر يرى العودة الى الاتفاق اكثر إيجابية. لكن الفرق هو أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد أظهرت انقساماً عامودياً حاداً في المجتمع الأمريكي على امتداد كل طبقاته فيما لم تعكس ذلك الانتخابات في إيران.فما المصلحة لإيران بإعادة إحياء الاتفاق مع طرف وهم الديمقراطيون في أمريكا مهدّد بالخسارة في الانتخابات الرئاسية بعد ثلاث سنوات لصالح طرف آخر وهم الجمهوريون الذين نقضوا الاتفاق ومستعدون أن يعيدوا الكرّة.إن ما أقدمت عليه أمريكا من نقض للإتفاق أمر خطير على مستوى العلاقات الدولية يجب التوقف عنده إذ لا ثقة بعهودها. وعليه يجب العمل على بناء نقاط القوة الذاتية والاستفادة من الفرص وذلك للاستغناء عن إيحابيات موعودة جراء الاتفاق النووي الذي لا يتوقع ثباته مع تقلب وتبدل الممسكين بزمام الحكم في أمريكا. 
 وأكد بأن "من أبرز نقاط القوة التي يجب العمل عليها هو اعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي التي نادى بها في وصيته الإمام الخميني (قده) وشكًلت عماد الاقتصاد المقاوم الذي أطلقه سماحة القائد الخامنئي حفظه الله. ومن أبرز الفرص التي ينبغي استثمارها هو تعميق التحالف الاقتصادي والتجاري مع الصين وروسيا ومنظمة شنغهاي لأن في ذلك تخفيفاً لوطأة الحصار على الاقتصاد الإيراني. فإذا فعلت إيران ذلك لا يرى المراقب إيجابيات ذات شأن إذا ما أعيد الاتفاق النووي الى الحياة."