واشنطن وتل أبيب والحلف الأطلسي ينصاعون لشروط السيد


الداخل اللبناني يهول والعدو يبكي خوفا من الحرب وهوكشتاين يهرول إلى لبنان- تحليل وتحرير لموقع الإعلامي بقلم ناجي امهز

منذ أن أعلن عن وصول هوكشتاين إلى لبنان حتى سارعت صحف العدو بنشر كم كبير من التفاؤل الذي فاق ما يتوقعه لبنان، بل إن صحف العدو بمجملها عنونت والتصريح لوكالة رويتر: إن مسؤولا في كيان العدو الإسرائيلي، صرح لوكالتها، أنّ “المبعوث الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية آموس هوكشتاين،” سيعرض اقتراح إسرائيلي جديد بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان “، مشيرًا إلى أنّ” مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة مع الحفاظ على حقوقنا “.

وما نشرته صحيفة العدو” يديعوت أحرونوت “عن تفاؤل إسرائيل بقرب التوصل إلى اتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين. وإن إسرائيل قدمت” مقترحا جديا جدا ” ” من شأنه تغيير الحياة في لبنان من حالة دمار اقتصادي إلى فرصة تحولها إلى دولة بإمكانها استخراج الغاز “، هو اعتراف إسرائيلي مسبق بالهزيمة السياسية، والاذعان لشروط خطاب السيد، فالجميع يعلم بأن الكيان الإسرائيلي طالما سعى لتدمير لبنان سياحيا واقتصاديا، خاصة بعض توقيعه عشرات الاتفاقيات على تصدير منتوجاته الزراعية إلى بعض الدول العربية بأقل من كلفتها لضرب الإنتاج الزراعي اللبناني.

وقد قرات مراكز القرار الاقيليمي والدولي، بتصريح المسؤول في كيان العدو، ان العدو الاسرائيلي يبحث جديا عن حل يحفظ حقوقه بعد تهديدات السيد، الذي اعلن انه لن يسمح للكيان باستخراج الغاز من المياه الاقليمية الفلسطينية المحتلة طالما لبنان لم يستخرج غازه، يشير الى الازمة الكبيرة التي اوقعت اسرائيل نفسها بها عندما اعتقدت بأن الحزب منهك بالداخل اللبناني، وان اولوياته قد تبدلت بسبب الظروف الداخلية، جراء الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعانيه لبنان.

كما ان الداخل اللبناني الذي ارتفع صوته بعد تهديدات السيد للكيان الاسرائيلي، محملا الحزب بما لم تحمد عقباه بحال حصول الحرب مع كيان العدو، تفاجأ بأن قراته للواقع لم تكن قريبة ابدا، بل ظهر من تصريحات كيان العدو وما حمله هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين، عن الانصياع والبحث عن الحلول وهذا التبدل بالمواقف الامريكية التي كانت غير مبالية الى مهتمة، هو نتيجة خطاب السيد الذي تلقفه العدو بكل جدية، مما فرض على المجتمع الدولي المسارعة بترسيم الحدود البحرية قبل انقضاء المهلة التي تحدث عنها السيد في خطابه في 14 تموز 2022 وهدد، لن يستخرج احد الغاز او يبيعه إن لم يحصل لبنان على حقوقه والذهاب الى الحرب اشرف من الموت جوعاً. وان رسالة المسيرات ليست حربا نفسية وجاهزون للذهاب الى ابعد الخيارات الى ما بعد بعد كاريش من اجل مصلحة لبنان.

ومن خلال المتابعة يبدو ان الامور تسير كما ارادها سيد المقاومة، لما فيه مصلحة لبنان، وربما ستكون هناك انفراجات اكبر في القريب العاجل، مما ينعكس ايجاباعلى الوضع الاقتصادي والمعيشي، وخاصة ان اوروبا بسباق مع الوقت من اجل تأمين الغاز قبل حلول فصل الشتاء، اضافة ان التوقيت الذي حدده امين عام الحزب، يفرض شروطا اخرى على اوروبا وخلفها الولايات المتحدة الامريكية، بانه كما تبحث اوروبا عن الدفء في مياه البحر الابيض المتوسط، يحق للشعب اللبناني ان يستفيد من ثرواته الطبيعية في المياه الاقليمية ضمن حدوده، وينعش اقتصاده.

ويرى المتابعون ان الاجواء مهيئة لمثل هكذا حلول، خاصة بعد فشل زيارة بايدن الى المنطقة، والتي تعثرت بكافة ابعادها بعد تراجع بعض الحكام الذين اجتمعوا مع بايدن في قمة جدة، عن تشكيل تحالف لمواجهة او حتى الضغط على ايران، بالمقابل نجحت قمة طهران، التي جمعت بوتين واردوغان، على نقاط سياسية استراتيجية، ساهمت برسم المشهد الاقليمي، وحددت الاولويات رغم الازمة الروسية الاوكرانية.

ومن متابعة الصحف العالمية ومراكز الدراسات، تبين للمراقبين ان قوة الحزب، التي ظهرت في خطاب السيد وردة فعل العدو والمجتمع الدولي عليها بالمسارعة لايجاد الحلول لترسيم الحدود البحرية، هو ان لدى المجتمع الدولي وتحديدا كيان العدو كمية وافرة من المعلومات عن قدرات المق W ومة المتعاظمة، والتي يجهلها اخصام الحزب في الداخل اللبناني، مما يعني بان الحزب اصبح لاعبا اقليميا بابعاد دولية علنية، وهو شريك اساسي في رسم سياسة المنطقة جيوسياسيا.

وما صرح فيه مسؤول أمريكي: بان إدارة بايدن أوقفت إنفاذ عقوبات على إيران لإحياء الاتفاق النووي، هو دليل قاطع بان المجتمع الدولي وتحديدا امريكا واوروبا اضافة الى الكيان الغاصب الصهيوني، لم يعد يملكون الا البحث عن حلول جذرية، ترضي حلف المق W مة، والا فان ازمة الكيان الوجودية وضعت قيد التنفيذ بمهلة زمنية قصيرة.

مبارك للبنان ولشعبه النصر الجديد الذي حققته الم W مة حتى دون تطلق رصاصة واحدة على العدو الاسرائيلي، مما يعني بان لبنان رغم صغر مساحته وما فعله فيه السياسيين، الا انه بفضل الم W  مة يثبت انه الرقم الاصعب في المعادلة الاقليمية والدولية.

فهل يتعظ اخصام الحزب بالداخل، ام انهم مستمرين بتعطيل مسيرة قيام لبنان السيد الحر المستقل حقيقة وفعلا لا قولا.