الاردن: المتقاعدون العسكريون يعاملون معاملة البعثات الدبلوماسية في المطار!
اعتدنا على سماع جعجعات مسؤولين بين حين وآخر ،ولكننا لا نرى طحناً يذكر في مجالات التطوير والبناء !،فكم من مرة ظهر علينا مسؤول كبير وبمستوى رئيس حكومة أحياناً ،وتحدثوا إلينا بلغة مضللة عن مشاريعهم المستقبلية ومدنهم الإدارية ،ووعدونا بقرب الخروج من عنق تلك الزجاجة ،وبتحسين أوضاع المتقاعدين العسكريين ،وتحقيق العدالة في رواتبهم ،وتبين لنا لاحقاً زيف معظم تلك الأخبار ربما من منطلق اللي بتنوعد فيه أحسن من اللي بتوخذه ،معتمدين على ذاكرتنا القصيرة.
فقبل فترة كنت مغادراً من الأردن وبمجرد دخولي للمطار قررت التأكد من مسار المتقاعدين العسكريين الذي جرى إشباعنا حديثاً عنه آنذاك ،وذهبث لأحد أفراد الأمن العام للاستفسار ،وكانت إجابته صادمة مع أنها صادقة ،فشعرت بالخجل والحزن على حالنا ،وبعد عودتي اتصلت بأحد المسؤولين الأمنيين ،وأخبرته عن عدم وجود ذلك المسار لمعرفتي بأن هذا الرجل هو من يسعى دوماً لتقديم الأفضل لرفاق السلاح ،ويتبنى استراتيجيات عاجلة وصادقة في التعامل مع المحاربين القدامى ،حيث تفاجأ بما أخبرته ،وكنت أعلم جيدا أنه سيتابع هذا الموضوع كونه متابعاً صادقاً وأميناً ،وقبل أيام اتصل بي أحد الأصدقاء ليبلغني بأن رفاق السلاح في المطار يعاملون معاملة البعثات الدبلوماسية ،وكم كنت سعيداً بذلك الخبر الرافع للمعنويات !.
وهنا أوجه شكري بإسم رفاق السلاح لذلك الجندي المجهول المهتم بشؤوننا ضمن حدود مسؤولياته ،وكم تمنيت أن يجد المتقاعدون العسكريون تلك المعاملة الإيجابية عند قياداتهم العسكرية ،وحين يذهبون لقضاء حوائجهم في جهاز الأمن العام ،بعدما تراجعت خدماتهم فيه ،وأصبح الاهتمام بهم هزيلا ومقتصراً بحلقة ضيقة من المحسوبيات مقارنة مع عهد الإدارة السابقة.
وقد قمنا في ملتقى رفاق السلاح بإيصال بعض الملاحظات السلبية للمسؤولين في جهاز الامن العام ،ولكن الباشا ما زال صامداً لا يحرك ساكناً ،ربما لأنه مدعوم كما يشاع بل يصر على إغلاق أبوابه ،ويلتقي فقط بأصحاب الحظوة ليسمعوه شعراً كاذباً ما كان ليسمعه من الآخرين الصادقين ،فقد يكون معذوراً لانشغاله بإنهاء مشروع تدريك الجهاز قبل مغادرته ،والذي وصل إلى حدود مقلقة ربما تشكل خطراً على معنويات القوة ،وباتت تنتظر تدخلاً سريعاً وجراحة عاجلة للإحاطة بهذا التدريك ،وإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح ،حفاظاً على التراث الشرطي ،وعلى مستقبل الجهاز الذي بني بسواعد الشرفاء من أبنائه ،وجرى تعمد استثنائهم من التكريم ،وعلى نوعية الخدمة المقدمة للمواطن ،والطرق الحضارية الناعمة في التعامل معه.
ولعل عودة جلالة الملك تحدث أمراً تغييرياً جللاً في مختلف المواقع الرسمية المتكبرة والمتجبرة على المواطن الاردني وعلى رفاق السلاح ،والتي أصبحت تعتقد أن بقائها لا يرتبط برضى المواطن وتحسين مستوى الخدمات المقدمه له ،بقدر حصولها على الدعم والتزاحم في قمع الاخرين وتجاهل شكواهم وملاحظاتهم.
ويجب علينا كشعب أن نتكبر على هذه الطبقة المخملية المتكبرة من المسؤولين لا أن نستجديهم كما يفعل بعضنا ،بهدف تحقيق مصالحهم الضيقة ،فالتكبر على المتكبر صدقة ،وعلينا الإكثار من الصدقات في هذا الجانب ،حتى نحقق أهدافنا السامية لرفاق السلاح متمثلة بتحسين مستواهم المعيشي ،وتحقيق العدالة في رواتبهم ،وربطها بالتضخم الجائر الذي لا يطاق.
حفظ الله الأردن وكل مسؤول مخلص ،وجنبنا الله شر المتكبرين الضالين ممن يغلقون ابوابهم ويظلمون شعبهم.
المصدر: رأي اليوم
التعليقات