المقدادية .. خنجر الطائفية وعقار الوطنية !
لايمكن التعويل على الاجراءات العشائرية والسياسية البسيطة التي تم اتخاذها في المقدادية لنزع فتيل "الحرب الطائفية "التي اسسها عناصر من داعش تسللوا على حين غفلة من اهلها وقتلوا العشرات من ابنائها..وقد نذهب الى ابعد من ذلك بسبب انشغال الدولة باوضاع ما بعد الانتخابات والقوى السياسية بنتائج العد والفرز من دون العناية بنتائج المذبحة!.
الوضع الحالي ينذر بكارثة سياسية واجتماعية وعسكرية من النوع الثقيل وقد يذهب النظام واجهزته الامنية الى الحرب اذا لم يتم احياء الحلول الاستراتيجية الكفيلة بنزع فتيل الفتنة وفي مقدمة ذلك الاجراءات الامنية لتعزيزالهدوء وحسم الموضوع الارهابي باحكام السيطرة على المنافذ التي يتسلل منها الارهاب والاهم من ذلك الوصول الى الاجابة على السؤال الاهم .. لماذا حدثت المجزرة بعد سنوات من هزيمة داعش وهل كنا نسخر من امكانيات الارهاب بعدم المبالاة بقدرته على العودة مرة اخرى الى افعال الارهابية ثم اين هي الخطط الكفيلة بايقاف المذابح الثنائية في المناطق ثنائية التكوين المذهبي .. وكيف تحولت القرى الواقعة في محيط الفتنة الى مسالخ بشرية وداعش تشعل النفوس بالاسلحة والنيران والتأجيج ؟.
ولماذا حدثت هذه المجزرة في المقدادية بالذات ووقع هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى من الطرفين وحدث هذا النزوح الكبير في القرى المتهمة بالمجزرة وهو نزوح يعيد الينا صورة نزوح هذا المكون من داعش والان يهتز ذات المكون وينزح من مناطقه بثارات القتلى من المكون الاخر؟.
هذا الكم الهائل من الاسئلة تثيره المقدادية كلما شاهدنا وفدا من الفتح او الحكومة يزور المقدادية ويقدم واجب العزاء لاهالي الضحايا وكأن المطلوب هو تقديم الواجب وليس تقديم الحلول الاستراتيجية التي تبعد الشر وترسخ السلم الاهلي وتعيد الامن لهذه المناطق الملتهبة !.
حسنا فعلت العمليات المشتركة باعادة انتشار القوات الامنية واحكام السيطرة على المنافذ وتفعيل الخطط الاستخبارية التي تعيد مسك المناطق بشكل اكبر واكثر قوة من ذي قبل مع ادراك القيادة المشتركة ان الارهاب بدأ يمارس هذه الاساليب والادوات ويرتكب الجرائم الارهابية بحق المدنيين لانه لايستطيع مواجهة القوات الامنية في ساحة القتال فضلا عن انتقال العمليات المشتركة من حالة الدفاع عن المناطق ونصب الكامرات الحرارية والتقاط الصورة الجوية للارهاب في المناطق الوعرة التي يتحصن فيها الى الدفاع التعرضي حيث فقد العدو السيطرة على اغلب مناطقه في مكحول لذا نعتبر العملية الارهابية الاخيرة في المقدادية رسالة ان تكثيف الضربات ومهاجمة مواقعه في الوديان وعدم القدرة على الصمود في هذه المواقع يعني الهروب الى الامام بمهاجمة القرى والمدن الواقعة على التماس واثارة الفتنة الطائفية !.
عملياً.. حققت قيادة العمليات المشتركة اهدافا صعبة لم يكن بالامكان تحقيقها بالهين بل بالجهد الكبير والخطط الاستخبارية والمتابعة الدقيقة والمستمرة لنقاط العمل الاستخباري ومواقع حركة الارهاب وتمويله واهدافه بالاجتماعات المكثفة مع قوات وقيادات قوات حكومة الاقليم ومن المؤكد ان الجانبين العسكريين في الاتحادية والاقليم يدركان جيدا ان هذه الفتنة لو مرت وتكرست وتعززت على الارض فان لهيب الفتنة سيمتد الى بقية المناطق وهو ما تعول داعش على خياره في المرحلة المقبلة .
ان المطلوب حاليا اعادة النازحين الى ديارهم التي اخرجوا منها للاسباب والثارات والاجواء المسلحة التي شهدتها مناطقهم لان التهجير يعني استمرار المعاناة وتحويلها الى سبب سياسي ينذر بمزيد من المشكلات السياسية والوجودية في هذه المنطقة وقد يتحول السبب السياسي الى سبب طائفي كبير لن يصب استمراره في مصالح الدولة العراقية.
حق العودة الى المدينة والقرية يجب ان يتم تبنيه من قبل الدولة العراقية واجهزتها الامنية المختلفة يرافق ذلك مؤتمر او مؤتمرات ولقاءات وندوات تثقيفية تعمل بقوة على المصالحة الوطنية بين ابناء هذه المنطقة والمناطق العراقية الاخرى التي قد تشهد ممارسات وجرائم داعشية مماثلة ثم تعصب الفتنة في رؤوس ابناء المنطقة ذاتهم .
لدي ثقة كبيرة بالقيادات الامنية وكبار ضباط العمليات المشتركة على راسهم الفريق الركن عبد الامير الشمري بفرض الحلين معا .. حل الخطط والعمليات العسكرية التي تستهدف الارهاب ومكامنه ومواقعه وخططه وعملائه والبنادق التي يستأجرها في مناطق التماس الطائفي وحل اقامة المؤتمرات التصالحية وتكثيف ثقافة العيش الوطني المشترك وان هؤلاء الناس شاؤا ام أبوآ فهم عراقيون وقدرهم العيش في العراق والتفاهم على امنه واستقراره .
التعليقات