رسالة للاجيال

سياسة أمريكا نحو العراق؛ التجويع والتركيع والتطبيع


الغزوات والحروب، كانت تقوم بها سابقا القبائل فيما بينها. يقتل فيها رجالاتها ونساؤها واطفالها وتنهب وتسلب الاموال والمقتنيات والممتلكات وتسمى الغنائم. وتطورت اساليب الغزو الى ان تسلب اوطان وبلدان بكل ماتحتويه مما ذكرناه وتتحول ملكيته
الى الدول ،حيث تقوم الدول القوية باحتلال الدول الاضعف منها، وبسط سيطرتها عليها وسلب اموالها وماتملكه . وتكون الدول الغنية بالموارد الطبيعية والاراضي الخصبة عرضه للهجمات. اذا كانت جيوشها وحكوماتها ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن امنها وحدودها من الغزو الخارجي. وتخلق الدول الكبرى، شتى انواع الحجج الواهية، للتدخل شؤون في هذه الدول.

وبما ان منطقة الشرق الاوسط، غنية بالبترول والمعادن الطبيعية . وبالتحديد بلاد النهرين وما يميزها, موقعها الجغرافي , الذي يربط ،اوربا شمالا، وايران وبلاد السند شرقا، والخليج العربي جنوبا . ماتمتلكه المنطقة من خيرات وخزائن دفينة، جعلت امريكا ان تزرع الكيان الصهيوني، في قلب هذه الامة واستخدمت كل اساليب القتل والترويع والترهيب،
بحق اهلها والسيطرة على مناطق كثيرة من فلسطين المحتلة، وبناء ترسانة عسكرية كبيرة للسيطرة على المنطقةواضعافها، بكافة الاساليب حيث، سلطت عليها حكام ضعفاء ماجورين ياتمرون بامرهاً وسعت بكل امكاناتها، ان تخضع المنطقة جميعه الارادتها، لتتصرف بمقدراتها كيفما تشاء.

كانت لديها يدضاربة تحمي مصالحها في المنطقة.
هو نظام الشاه، حيث كانوا يسمونه شرطي الخليج ، واسم الخليج الفارسي هو العنوان المثبت في كل الخرائط. وكان الايراني يصول ويجول في كل الدول العربية والخليجية بالتحديد بدون تاشيرات دخول.
وقد باعت الامارات العربية المتحدة، الجزر الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى، الى ايران وسيطروا رجال البازار الايراني، على كل الاعمال الحيوية و الاستثمارات في دول الخليج والجزيرة العربية. وكانت لهم سوق رائجة للبضائع الايرانية. بعد حدوث الثورة الاسلامية واسقاط نظام الشاه و قيام الثورة الاسلامية الايرانيةالمباركة حيث كانت اول اهدافها ضرب المصالح الامريكية والاسرائيلية.

هناامريكا فقدت بوصلتها في المنطقة، ففكرت بايجاد البديل، عن الشاه في تحقيق مصالحها، و للانتقام من الثورة الاسلامية في ايران الدولة الفتية
حيث حشدت ودعمت صدام بكل الامكانات المالية والعسكرية من الحكومات العربية واسرائيل خصوصا و بقية دول العالم،الى اشعال فتيل الحرب مع جارته المسلمة للقضاء على نواة الاسلام في العالم. وكانت الدول الخليجية تدفع الاموال لصدام وهو بدوره يقدم الرجال لمطحنةالمعركة، التي استمرت ثمان سنوات، تكبد الطرفان قتل حوالى مليون انسان،  بدون اي ذنب او اي سبب منطقي ومئات الالاف من المعوقين والجرحى. وعندما فشل صدام بتحقيق ما يريدونه من خلال حرب السنوات الثمانية ارادت امريكا ان تدخل مباشرة الى الخليج العربي ، فدفعوا صدام الى احتلال الكويت بطريقة غبية جدا، وبهذه الحجة حشدوا جيوشهم واساطيلهم الى المنطقة، بحجة الدفاع عن الكويت وتحريرها من صدام.

هنا بداية المرحلة الثانية.
 من معاناة العراقيين على يد الامريكان حيث قتلوا في عاصفة الصحراء، اكثر من مائة الف عراقي واكثر من خمسة وسبعون الف جريح. ودمرت معظم المعدات والاجهزة والاليات العسكرية للجيش العراقي. ودمرت اكثر من عشرة الاف منشأة حيوية.
وفجرت محطات الكهرباء والماء. وقد فرضت غرامات تعويضية من العراق للكويت، بقيمة اثنان وخمسون مليار دولار، رغما على انف صدام وحكومته. وجعلته ان يوقع على ترسيم الحدود واعطاء الكويت مساحة كبيرة من ارض البصرة وقاعدة الخليج العسكرية وفرضت حصارا على شعب العراق، قتلت فيه اكثر مليون طفل عراقي دون سن خمس سنوات.

في 2003 قتلت اكثر من اربعمائة الف انسان عراقي و عراقية ،وكبدته خسائر اكثر من ثلاثمائة مليار دولار. ثم قامت بحل الجيش العراقي وكافة مؤسسات الدولة. و سرقت الاف الاطنان من الذهب العراقي . وكذلك الاثار العراقية والمخطوطات التاريخية. وفسحت المجال للعصابات، للنهب والسلب والسرقة وتدمير وحرق معظم مؤسسات الدولة الخدمية. قامت بسرقةبنك البذور وسلالاته حيث كانت عمرها اكثر من 400 سنة. اغتالت الشخصيات الوطنية السياسية المهمة، اعتقلت الاف العراقيين، بدون اجرائات قضائية ، وكانت فضيحةسجن ابو غريب، خير شاهد بانتهاك حقوق السجناء واغتصابهم امام عوائلهم ،واغتصاب النساء امام ومراى اباؤهن وازواجهن.

من خلال الشركات المتخصصة بالقتل والترويع، مثل شركة تيتان گروب وشركة تايسي الذي بدلت اسمها (بال ثري) هؤلاء مجاميع من المرتزقة المحترفين بجرائمهم. قبل كل شئ، سيطرت على كل المنشأت النفطية ،وجعلتها في طوع تصرفها. عملت على اغراق  الحكومات العراقية بالديون من صندوق النقد الدولي وفرضت شروطه، برفع اسعار البنزين ، وايقاف التعينات الى نهاية 2022. فسحت المجال للفساد والفاسدين ودعمت الفاسدين وشجعتهم على ذلك. تدخلت في الانتخابات بشكل فاضح وصريح ودعمت رجالاتها. وهي من تنصب المتنفذين بالقرار السياسي في البلد. 

قامت بتجنيد المجرمين والقتلة، من تنظيمات متطرفة، واشاعت الفتنة والطائفية والقتل، بين ابناء البلد الواحد. اطلقت سراح المجرمين من سجونها، وجمعتهم مع مجرمين من جميع العالم، واسسوا لمجاميع مجرمة سميت بداعش  وعاثوا في الارض فسادا. وحرقوا الحرث والنسل ودمروا مدن بالكامل، وماتحتويه من تاريخ وحضارة عريقة، وسيطروا على حقول، في الموصل والقيارة وعجيل وعلاس، لسرقتها لصالح الكيان الصهيوني الغاصب. وتعمدوا باشغال الحكومات بالفساد، واهمال الخدمات الاساسية للمواطن، من بنى تحتية وصحية وتربوية، وعمدوا الى اثارة النعرات الطائفية والعنصرية واشاعة ثقافة الفوضى والحرق والتدمير.

وبداية مرحلة التجويع ثم التركيع ثم التطبيع ولغرض تنفيذ مخططاتهم المريضة ، بمشروع الشرق الاوسط الكبير حيث شعروا بالخطر عندما فكرت الحكومة العراقية بالخروج من الهيمنة الامريكية، والتوجه نحو بناء العراق من خلال التوجه الى الصين وتوسيع النشاطات الاقتصادية ، لتقديم الخدمات والبنى التحتية والطرق والجسور والموانئ وانشاء مدن صناعية ومدن طبية وبناء، المدارس والجامعات ودعم الزراعة وتطويرها. هذه التصرفات اثارت حفيضتها فارادت ان تنفذ مشروعها بتقسيم العراق الى طوائف ،وقوميات ،واضعافه والسيطرة الكاملة عليه مرة اخرى. بدأت بعملية تحريك الاكراد نحو الانفصال عن المركز بعد فشها في هذه الحالة عمدت الى، تحريك شركاتها الاجرامية وعملاؤها، لقتل المتظاهرين واثارة الراي، العام وزيادة غضب الشارع الناقم من الاهمال وسوء الخدمات وكثرة الفساد.

 ودست مجاميع كبيرة من عملاء السفارات بين المتظاهرين وتحويل التظاهرات من مطلبية للخدمات الى سياسية ضد القوى الاسلامية وتحديدا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ساهمت ودعمت بقوة لافشال المخطط الداعشي في العراق وسوريا وقد انتهكت السيادة العراقية، في اكثر من مرة بقصفها لمقرات ومواقع القوات المسلحة العراقية، وضرب المعسكرات بالطائرات المسيرة بالمشاركة مع الكيان الصهيوني. للتخلص من قوة الحشد الشعبي. هذه المؤسسة العسكرية، التي تشكلت بفتوى المرجعية الرشيدة، وهي التي افشلت اكبر مخطط ارهابي في العالم. وكانت اكبر عملية ارهابية مخالفة لكل القوانين والاعراف البشرية والانسانية اغتيال القادة الحاج سليماني والحاج المهندس في ارض محرمة دوليا في ارض المطار.

استشعرت امريكا ان هذه القوى المقاومة للاحتلال الامريكي بكل اشكاله هو من غير المعادلات، والمخططات، المرسومة من قبلهم. وتعمدت الاسائة الى الدولة العراقية، وعدم احترامها، والتحشيد على الاسائة الى الجمهورية الاسلامية. والتقصد بعدم التعامل بابسط قواعد اللياقة والاخلاق. وتتصرف وكانها وصية على العراق بهذه الاعمال مع سياسة الضغط الاقتصادي للوصول الى مرحلة التجويع والتركيع ضننا منهم انهم يستطيعوا ان يحققوا اهدافهم في التطبيع. وهذا محال بوجود رجال المقاومة والعراقيين الشرفاء وصمام الامان المرجعية الدينية العليا.

على الرغم من اسمالتهم لبعض من التيارات المحسوبة اسلامية واللذين هم تطوعوا بالمجان لخدمتهم وتنفيذ برامجهم للوصول الى مرحلة الاقتتال الشيعي الشيعي في الوسط والجنوب حتى يتمكنوا من تقسيم العراق وتسليمه لهم على طبق من ذهب ولكن هذا حلم بعيد المنال ولايمكن ان يتحقق وما تثبته الايام كفيل بالرد على هؤلاء الثلة الجاهلة التي لاترى بمنظار بعيد للوصول الى ظهور صاحب الامر عج فرجه الشريف. هذا جزء ممافعله الامريكان في العراق. وهذه امانة ان ننقلها لابناؤنا ليطلعوا عليها وتبقى شواهد تاريخية على اغتصابهم، وارهابهم واستباحة الحرمات والمقدسات.