حوار المنامة والرعاية الإسرائيلية.. تحديات جمّة.


وسط الظروف والتحديات الإقليمية والدولية، تستضيف البحرين المنتدى السابع عشر للأمن الإقليمي، أو ما يُعرف بحوار المنامة، إذ أن هذا المؤتمر، يُعد من وجهة نظر منظميه، أهم القمم الدبلوماسية والأمنية العالمية، والتي تُساهم بشكل كبير في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
من ليبيا إلى سوريا والعراق واليمن، تُعاني المنطقة من نار الفتن والمشاكل، التي تشعلها بعض الدول الإقليمية بالمنطقة، من هنا كان حريًّا بمنظمي المؤتمر، البحث عن موجبات الحلول وتبريد الملفات، بالتوازي مع حلحلة القضايا والملفات العالقة، في سوريا واليمن وكذا لبنان، لكن يبدو أن المجتمعين في المنامة، يبحثون عن منظمة عمل ضد إيران وعموم محور المقاومة، من هنا يُمكن القول، أن عنوان المؤتمر العميق هو تشكيل جبهة ضد إيران، مع مساعي لإعادة رسم التحالفات في المنطقة، وضمن هذا وذاك تتحرك إسرائيل تحتَ مظلة التطبيع.
في هذا الاطار يمكن القول، أن الذي يفرق المؤتمر عن سابقاته مثل مؤتمر هرتزل، أنه مطبخ لإنتاج الأخبار وترويجها، وذلك لإيجاد إخراج يتقبله الناس والدول بشأن ما يسمى الحوار والتسامح كمقدمة للأسرلة، والنقاشات التي تدور في المؤتمر هي ذات طابع واضح نحو الأسرلة.
ويبدو واضحاً أن حوار المنامة، سيخرج وفق صيغة التسامح مع إسرائيل، وتعميق العلاقات العربية الإسرائيلية؛ هذه الصيغة تأتي وفق وجهة نظر متكاملة مع الصقور الأميركيين، ودعم لوبي أميركي-عربي، لرفض التفاوض من أجل العودة للاتفاق النووي مع طهران.
من هنا سنشهد في المرحلة المقبلة، شكلاً من أشكال اللوبي الضاغط الذي يتألف من البحرين والسعودية والإمارات وإسرائيل للضغط على بايدن من أجل إدخال ملفات أخرى على الاتفاق النووي، أو ما يسمى بأمن المنطقة، لذلك نعتقد أن المسألة كلها متعلقة بخيارات بايدن من خلال ما قاله سابقاً إنه يحمل مقاربة جديدة وإمكانية العودة إلى الاتفاق النووي، رغم أن الأمر صعب، وبالتالي، إذا لم يذهب بايدن باتجاه التفاوض مع طهران، ولم يتراجع عن العقوبات على إيران، فنحن سنكون أمام ترامب آخر، أي تعقيدات شرق أوسطية جديدة.
وهنا يمكن القول إن أي تحالف اسرائيلي بحريني، في إطار مؤتمر المنامة، هو تحالف استخباري، اذ لا يوجد له أي معنى، أي أن إسرائيل، تريد أن تستخدم البحرين وعموم الدول الخليجية، لمواجهة إيران فقط.
بصورة عامة نقول إنه من الضروري أن تتخذ الإدارة الأمريكية، مقاربات جديد تُفتضي حلولاً وتسويات، وتحديداً في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وفي ذات الاطار، فإنه على الدول الخليجية، البحث عن مسار يوصلها إلى طهران، بغية التباحث معها في قضايا المنطقة، لإيجاد حلول مستدامة لكافة الملفات العالقة، خاصة أن إيران باتت قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها بالمعنيين السياسي والعسكري، ودون طهران لن تُحل أي ملفات، وستبقى أوراق المنطقة مبعثرة.