لماذا تجوع لبنان؟؟
تداعيات الاوضاع الاقتصادية في لبنان تصل الى مستويات خطيرة بعد تجاوز خط الفقر حاجز ال 70 % ونسبة الاطفال الذين ينامون بدون وجبة عشاء حتجز ال 30 % بحسب بيانات الامم المتحدة ، وكأنه يراد لهذا البلد ان يكون جائعا بعد ان كانت دولة لبنان لؤلؤة الشرق كما يسميها البعض وهي مركز تجاري وثقافي وتمتلك شعب متحضر ومثقف.
وأدى هذا التضخم في العملة اللبنانية الى ارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية والوقود والحاجات الاساسية مع ازمة سياسية مزمنة لم تستطع القوى السياسية في لبنان الوصول الى حلول ناجعة لها ، وبقيت حكومة تصريف الاعمال تحاول ابقاء البلد على حافة البقاء ولم تجدي نداءات الاستغاثة بالمجتمع العربي والدولي نفعا ولم تجد صدى في الاستجابة لانتشال هذا البلد من انهيار كامل اذا بقيت الامور على هذا المنوال.
وتلقي الازمة السياسية الخانقة في لبنان وعدم القدرة على تشكيل حكومة قادرة على ادارة الازمة بحنكة والا فان البلد ذاهب الى مصير مجهول ، واشعلت الاحتجاجات الشعبية الازمة أكثر بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد الى اسوء مستوياته ، ولعبت جائحة كورونا دورا في توقف حركة السياحة في هذا البلد الذي يعد من الموارد التي تعتمد عليه في مدخولاتها وقلة الاموال الداخلة الى البلد بعد توقف الحركة التجارية العالمية وكذلك الانفجار الكبير في ميناء بيروت الذي اثر كثيرا على الواردات التي كانت تدخل من خلال هذا الميناء الحيوي اضافة الى فاتورة الخسائر المادية التي تكبدها لبنان جراء هذا الانفجار.
ويبقى الحل بيد اهل البلد كما يقال ، فيجب على ابناء لبنان والسياسيين فيه ان يتوحدوا اولاً ويبحثوا عن الحلول الممكنة ، وفي مثل هذه الازمات لن تجد سوى الاصدقاء الحقيقيين ونقصد بذلك مواقف العراق والجمهورية الاسلامية اللذان بادرا الى مساعدات مباشرة وغير مباشرة من اجل مساعدة لبنان على تجاوز محنته ، ويمكن للبنان ان يبادل منتجاته الزراعية بالوقود مثلا لتوفير الكهرباء وبنزين السيارات حتى لا تتوقف الحياة وكذلك استغلال الخبرات في مجال المال والاقتصاد والسياحة من اجل توظيف هذه الخبرات لجلب الاموال والاستثمارات الى هذا البلد ويمكن لمحور المقاومة وما يمتلكه من امكانيات ان يكون له الدور الريادي في ذلك ولا يمكن التعويل على البنك الدولي او الدول الخليجية التي تخلت عن لبنان لتفرض عليه شروطا مذلة او يواجه شبح المجاعة وهذا جزء من السياسة القذرة في محاولة لتطويع الشعب اللباني من اجل ان يلتحق بقطار التطبيع مع اسرائيل.
ولكن ليست كل الامور تسير مثلما يريد الغرب فهناك حسابات اخرى للقوى الخيرة في العالم وستساعد لبنان لعبور ازمته الى الجانب الاخر بسلام ، ويمكن لدول صديقة مثل الصين وروسيا ان تلعب دورا في انقاذ الاقتصاد اللبناني من الانهيار وبالفعل بدات الشركات الصينية في تفاهمات لدخول الاسواق اللبنانية بقوة لما يمتلكه هذا البلد من موقع أستراتيجي على شواطيء البحر المتوسط وامتداده برياً مع دول الشرق الاوسط ويمكن من خلال مبادرة طريق الحرير الصينية انتشال لبنان من ازمته ويكون حلقة في هذا المشروع العالمي الكبير.
بقي ان نقول ان شعب لبنان لا يمكن ان يجوع وفيه روح المقاومة التي انتصرت على اسرائيل ، ووجود هذه الروح المقاومة في لبنان سيكون عامل استقرار لهذا البلد وسيكون محور المقاومة هو الداعم الحقيقي لهذا البلد للخروج من ازمته بسلام.
التعليقات