هكذا يكون الصامتون الفاعلون الصادقون في لبنان عندما تكون كل آفاق الحل مسدودة


قبل أن تقفل السنة اللبنانية الثانية أبوابها على أكبر ازمة سياسية وإقتصادية ومالية في تاريخ لبنان، طَفَت إلى السطح صورتان متناقضتان من حيث القول والفعل وأنفلَقَ وجه القمر إلى نصفين أحدهما مظلم داكن وآخر منير وجميل.
الوجه المظلم يمثله سياسيو الطبقة الحاكمة التي لَم تخجل ولم تنتج ولم تفعل وترتكب إلَّا الموبقات وأنهم رغم الحال الفظيع الذي وصل إليه اللبنانيون لا زالوا متمسكين بمناصبهم وبمقاليد الحُكم ولَم يساهموا في إنقاذ البلاد من أزمتها رغم أن وجودهم هو أحد أهم  أسبابها، حتى أنهم لم يفسحوا بالمجال للآخرين لكي يعملوا  لإيجاد الحلول وتقديمها أو فعل أي شيء قد ينقذ الوطن والمواطنين.

أما الوجه الجميل المنير هو الطرف الهادئ  الصامت الذي لَم يلتفت إلى الجدل العقيم القائم في البلاد بخصوص الحكومة والدعم، وبدءَ منذ الأيام الأولى للكارثة بدراسة الحلول ووضعها قيد التنفيذ إلَّا أن معوقات داخلية (وباطنية) كان لا بُد منها وتمَ تلافي نتائجها بحِكمة الحكيم وصبر المستقيم وتواضع القوي الذي قَدَّمَ مصلحة البلاد والعباد على مصالحه الشخصية وتجاوزَ مناكفات الآخرين؟
ورغم كل ذلك لَم نسمع تصريحاََ واحداََ أو حديثاََ يصدر عن أولئك الصابرين وجُل ما يلتفتون إليه هو السباق مع الوقت لأن حال الناس صعب والجائع بات لا يسمع ولا يتكلم ولا يستوعب إلَّا من معدته، ووقوف الناس على محطات الوقود طوابير طويلة والكم الهائل من المشاكل التي تحصل كل يوم كانت أولى أولويات هذا الفريق الصامت فكانت اولى خطواته تأمين مواد غذائية بأسعار مقبولة تساعد المواطن على تجاوز المحنه التي يمر بها،
وعندما سعىَ لكي يؤمن البنزين والمازوت والفيول التفَ كارتيل النفط في لبنان حول بعضهم البعص كالأفاعي التي تتزاوج ووقفوا  بوجهه لمنعه من القضاء عليهم باول ناقلة ترسو على حفاف ميناء في لبنان،
الدولة اللبنانية رفضت كما سُرِّب السماح للناقلات الإيرانية من الرسو في ميناء بيروت. 
والبعض الآخر رفض السماح بتفريغ خزانات الناقلات في خزانات الزهراني بحجة العقوبات ولعدم تنفيذ شروطه، حسب ما تناقلته وكالات أنباء؟ 
والأزمة مستمرة وعمرها طويل أبطالها لبنانيون بإمتياز لكنهم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم ولو لبسوا ثوب القداسة جميعاََ.
ربما يتسائل اللبنانيون إلى مَتى سنبقى هكذا؟
والبعض الآخر يلقي باللوم على قيادة النصر والصبر ، وبعضٌ من الناس يقف بين الرؤوس ولا يرَى أبعد من الرأس الذي يقف أمامه.
وجميعهم بعيدون عن قمة الجبل الذي يقف عليها الحريصون على لبنان ووضوح الرؤية البالغ الدقة لديهم واللذين يعملون بصمت من دون أي ضجيج لرفع الظلم الأميركي اللبناني الداخلي عنهم.

بكل الأحوال هؤلاء الفاعلون بصمت لهم أسوَة بآلِ بين محمد عليهم افضل الصلاة والسلام بالصبر والظلم والقتل والأسر، فهم اللذين اعتادوا أن يضحوا بصمت ويقاتلوا جهاراََ نهاراََ وعندما كانوا  ينتصرون يبادرون إلى إهداء نصرهم لكل اللبنانيين بما فيه خصومهم واللذين تآمروا عليهم،
تواضعوا ولا زالوا لكن تواضعهم هو تواضع العزيز القوي وليس تواضع الضعيف المنهزم وقادم الأيام ستثبت مَن سيفوز ومَن سينتصر ولا بُد من أن يعتذر المتسرعون.