إيران… بين مطرقة التهديد وسندان المحادثات النووية


يبدو واضحاً أنّ هناك سجالات إيرانية أميركية، تصبّ مباشرة في مسار المحادثات النووية وعرقلته، ولعلّ الإملاءات الأميركية والتي ترفضها طهران، لجهة توسيع نقاط وبنود الاتفاق النووي، ليشمل دور إيران الإقليمي، إضافة إلى مشروع إيران حيال الصواريخ البالستية، فإنّ هذه الوقائع والاستثمار الأميركي بها، يمكن وضعه في إطار دراسة الخيارات، وهندسة معادلة عضّ الأصابع، ما يعني، أنّ واشنطن وطهران باتا في ربع الساعة الأخير قبيل التوقيع على اتفاق نووي جديد، ودليل ذلك، التسريبات الأميركية والإيرانية والتي تؤكد أنّ التوقيع على اتفاقية نووية جديدة، بات قاب قوسين أو أدنى، خاصة أنّ الطرفين الأميركي والإيراني، يدركان جيداً أنه لا بدّ من تقديم بعض التنازلات هنا أو هناك، لكن لا ضير من رفع كلّ طرف سقف مطالبه، للوصول إلى هدفه الاستراتيجي من إعادة تفعيل الاتفاق النووي.

في مقابل ذلك، تدرك القوى الإقليمية والدولية، بأنّ التهديدات العسكرية التي تطال طهران، لا تُقدّم ولا تُؤخر إيرانياً، خاصة أنّ تلك القوى، تدرك تفوق إيران العسكري، وقدرتها على معالجة أي تهديدات من هذا النوع بحكمة واقتدار، فضلاً عن أن إيران قوة إقليمية لديها حلفاء استراتيجيون، وسيدافعون بقوة عن طهران، وفي الجوهر فإنّ ما تريده واشنطن، هو عدم رؤية قوة إقليمية لديها حلفاء أقوياء، تنافس الوجود الأميركي في المنطقة، وتحدّ من سياساته، فضلاً عن رغبات أميركية لإبقاء إسرائيل ضمن معادلة القوة الوحيدة في المنطقة، وهذا يؤكد بأنّ واشنطن لديها الكثير من نقاط الضعف، بينما إيران تسير بخطى استراتيجية، وتحافظ على علاقات نوعية مع كلّ القوى، وتفرض احترامها حتى على القوى الإقليمية، التي تنظر للدور الإيراني في المنطقة، بمنظار الريبة والتوجس.