حوار مع الدكتورة .. حسناء نصر الحسين 



حوار مع الدكتورة .. حسناء نصر الحسين 

معهد أبرار معاصر طهران 

أجرى الحوار .. حسين المير 
إشراف الأستاذة .. ربى يوسف شاهين 

من تطورات الملف اليمني والعدوان الظالم المستمر منذ سبع سنوات الذي يستهدف الأرض والإنسان والإقتصاد والبنى التحتية والحصار الجائر الذي تسبب بوفاة الآلاف من أطفال اليمن نتيجة نقص الدواء وحليب الأطفال ..
والتعطيل الأمريكي لأي حل سياسي !!! 
وممانعته وقف العدوان والحرب والحصار ...
إلى مستجدات الأزمة السورية في الشمال والشمال الشرقي لسورية والإعتداءات الصهيونية المتكررة على دمشق وعدة محافظات سورية مروراً بالوضع الإقتصادي المتأزم والصعب الذي يعاني منه الشعب السوري المحاصر بقانون قيصر الظالم ..
من مستجدات الملفين اليمني والسوري يسعدنا ان نلتقي في موقع معهد أبرار معاصر طهران 
مع الدكتورة : حسناء نصر الحسين لنحصل منها على إجابات لتلك الأسئلة والإستفسارات ..

في بداية هذا الحوار نرحب بالدكتورة العزيزة 
حسناء نصر الحسين في موقع 
معهد أبرار معاصر طهران 

دكتورة سؤالي الأول لحضرتكِ ..
ما زالت ميليشيا قسد في الشمال والشمال الشرقي من سورية تحتمي بالقواعد الأمريكية الداعمة لها في حركاتها اللانسانية 

برأيكم ما هي تداعيات الإنسحاب الأمريكي من افغانستان على المنطقة بشكل عام وميليشيا قسد بشكل خاص .؟ ؟ .


أجابت الدكتورة حسناء ..

قبل الدخول الى صلب الاجابة على السؤال اسمح لي بأن أعرج على نقطة مهمة سبقت الانسحاب الامريكي المذل من أفغانستان، وهي الهزائم المتوالية التي منيت بها واشنطن منذ آخر انتصاراتها في الحرب العالمية الثانية، والجدير ذكره فشل مشروعها المعروف بالشرق الاوسط الجديد على يد محور المقاومة، لتكون هذه الهزيمة هي المسمار الأولى الذي دق في نعش الامبراطورية الامريكية، ليكتمل مشهد الهزيمة الامريكية بالانسحاب المذل من افغانستان، فواشنطن قبل ١٨اغسطس٢٠٢١ ليس كما بعده، فتداعيات هذا الانسحاب ومشهد تخلي واشنطن عن حلفاءها سيؤدي الى تقويض مصداقتيها مع شركاءها في العالم كما في الشرق الاوسط، وراينا ارتدادات هذه الهزيمة في الاوساط الامريكية والاوروبية والاسرائيلية وكذا عند حلفاءها الخليجيين، الذين أدركوا أن الادارات الامريكية لا تتعامل مع الدول بطريقة ندية والاحترام المتبادل وإنما بمفهوم التبعية والعمالة، وهذا الفهم لحقيقة السياسات الامريكية التي تتبعها مع الدول يتيح الفرضة لتقرير المصالح المتبادلة بين دول المنطقة، ولعل تراجع الهيمنة الامريكية في المنطقة وانحسار نفوذها المرتكز على القوة يشكل أحد أهم التداعيات على المنطقة الناجم عن انسحاب امريكا من افغانستان.

بالنسبة لانعكاسات هذا الانسحاب على ميليشا قسد من الطبيعي أن تتأثر هذه الميليشا الارهابية بهذا الانسحاب المذل لسيدها الامريكي، وهي التي لعبت دورا بارزا في مشروع واشنطن الهادف لتقسيم سورية من البوابة الكردية، وهناك العديدي من الصحافيين التابعين لما يسمى الادارة الذاتية ابدوا قلقهم على مصير هذه الادارة ومصير ما يعرف بقوات سورية الديمقراطية بعد انسحاب القوات المحتلة الامريكية من المناطق التي احتلتها في الجزيرة السورية، وهي من ربطت كل مشاريعها التآمرية بالاجندة الامريكية الفاشلة فمن الطبيعي أن يلحقها الكثير من الارتدادات والكثير من الفشل .


دكتورة حسناء ...

دائما ما تترافق الضربات العدوانية الإسرائيلية على سورية مع تحركات الحليف الإيراني وخاصة التي تشكل تهديدا للفصائل المسلحة او كما هو الآن عبر المسار من البواخر الذي ستقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للبنان
برأيكِ دكتورة : 
ماذا تريد اسرائيل من هذه الضربات التي تصدها الدفاعات الجوية السورية وتسقط معظمها ؟ 
وهل أثنت هذه الاعتداءات طهران عن مساندة 
سورية أو لبنان ؟

أجابت الدكتورة حسناء ..

منذ بدء العدوان على سورية كان العدو الاسرائيلي أحد القوى الفاعلة فيه إن لم يكن صاحب اليد الطولى في التخطيط والتنفيذ، إما بشكل مباشر أو غير مباشر عبر دعمه للأذرع الإرهابية في سورية، وبعد مرحلة عشر سنوات استطاعت فيها سورية الانتصار على قوى العدوان وعلى الارهاب العالمي بدعم واسناد من حلفاء النصر، لجأت اسرائيل الى انتهاج استراتيجية المعركة بين الحروب بهدف أساسي وهو فك الارتباط بين سورية وحلفاءها خاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي يرى الاسرائيلي في تواجدها ضمن خطوط التماس خطرا وجوديا وتهديدا استراتيجي على كيانه، ووصل بها القلق لأن تحقق هدفا يعكس مدى المخاوف من هذا التواجد وهو تراجع الوجود الايراني المشرعاً سوريا الى مسافة كيلومترات من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما لم يستطع تحقيقه، لتتحول الضربات الاسرائيلية العدوانية على سورية الى ما يشبه الاستعراض الذي يخفف على هذا الكيان وطأة الفشل ويعزز ثقة الجبهة الداخلية لكيانه المهتزة بالأساس، ومحاولة اسرائيلية لرسم صورة القادر على الحضور الفاعل في مواجهة ايران وقوى المحور والمشهد في حقيقته يعبر عن عجز صهيوني يتم تغطيته بهذا الفعل العدواني.
ومع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية تزداد الجمهورية الاسلامية إصرارا على مواصلة ارتباطها ودعمها لقوى المحور المقاوم لما تعتبره افضل وأقوى طرق الرد على العدو الاسرائيلي، ويقينها بأن ترك هذا المسار يشكل تراجعاً أمام هذا العدو وتقديم انتصار كبير لكيان العدو الاسرائيلي .


دكتورة حسناء سؤالي التالي ..

الوضع الاقتصادي السوري يزداد صعوبة في كل يوم بسبب عدة عوامل وأولها قانون قيصر منذ 2018 برأيك إلى أين يتجه الوضع الاقتصادي في سورية ؟

وما انعكاسات الأدوار السياسية لدول الجوار عليه .؟؟.


قالت الدكتورة حسناء ..
لما عانت سورية من العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إلا أن المواطن السوري لم يكن يشعر بالآثار المتعلقة بتلك العقوبات بسبب الاستقرار في الداخل السوري على الصعيد الامني والاقتصادي، ليأتي هذا العدوان ليفقد سورية هذين العاملين في الاستقرار، وهو عدوان تتصدره بعد الاجندة العسكرية والامنية الأجندة الاقتصادية، ومن المعلوم أن فشل امريكا ومن معها من قوى العدوان على سورية فشلهم في تحقيق الاهداف العسكرية والامنية والمرتبطة أساسا بإسقاط الدولة السورية، دفعهم للجوء الى العدوان الاقتصادي وشن حرب اقتصادية قذرة وشرسه لتركيع الشعب السوري الملتف حول جيشه وقيادته، ليتوجع الامريكي حربه الاقتصادية بما أسماه قانون قيصر، ويجب ان نعترف بان طبيعة الحرب الاقتصادية تختلف في اسلوبها وأدواتها فهمي اقذر وأشد من الحرب العسكرية، مع ذلك ووفقا لاعترافات أمريكية نجدها في الصحافة الامريكية ومراكز الابحاث والدراسات تشير الى فشل واشنطن في تحقيق ما خططت لأجله عبر حربها وضغوطها الاقتصادية على الدولة السورية، بل اعترفوا بقدرة عالية على الصمود السوري والمواجهة لتلك أشكال الحرب الاقتصادية، وقدرة على إدارة الازمة بحنكة واقتدار وعبر سلسلة من السياسات الاقتصادية والمالية تقدمتها إبرام العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع العديد من دول العالم منها الصين وروسيا وايران وغيرها وهذا يعني دخول الاقتصاد السوري الى مرحلة التعافي وإن كان بشكل تدريجي، ولا ننكر تأثر المواطن السوري بهذه الحرب لكنه ما زال يؤمن بضرورة الحفاظ على النصر عبر مزيد من الالتفاف بقيادته وجيشه وهذا ما عبر عنه من خلال مشهد الانتخابات السورية الأخير .

دكتورة حسناء ..
بعد حديث السيد الرئيس بشار الأسد منذ فترة حول الأوضاع في سورية وكلمته عن المركزية واللا مركزية والتي أعجبت قيادات ميليشيا قسد التي تسيطر على المنطقة الشرقية لسورية بمساعدة المحتل الأمريكي .
ماهيّ المؤشرات على تغيير خطاب قادة قسد تجاه الدولة السورية وغزلها لكلمة الرئيس الأسد حول المركزية واللا مركزية في سورية .؟؟. 


أجابت الدكتورة حسناء ..

لم تدخر الدولة السورية جهدا في سبيل تحسين الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشعب السوري وكان السيد الرئيس بشار الاسد قد سن حزمة من القوانين التي تلبي حاجات ومتطلبات وتطلعات الشارع السوري ومن بين هذه القوانين قانون التعددية الحزبية وقانون الادارة المحلية الذي يعطي دورا اكبر لمجالس الادارة المحلية والذي عرف بالقانون رقم (١٠٧) والذي تنتقل من خلاله الدولة السورية من العمل بالمركزية في تسيير شؤون المحافظات وأريافها الى اللامركزية وهذا القرار كان قد اتخذ الا ان العدوان على سورية اوقف تفعيل هذا القرار ولم يكن المناخ مناسبا لتحقيقه بسبب غياب الامن والاستقرار من مساحات كبيرة من الجغرافية السورية ، وهذا القرار سينعكس بطريقة ايجابية على حياة المواطن السوري بشكل عام ، اما بالنسبة لقادة ميليشيا قسد المعروفة بالادارة الذاتية وقوات سورية الديمقراطية هناك عدة تصريحات رحبت بقرار القائد بشار الاسد اذكر منها ما جاء على لسان رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سورية الديمقراطية الهام احمد التي وصغت حديث الاسد بالايجابي كما صرح رئيس مجلس سورية الديمقراطية رياض درار ان حديث الأسد عن اللامركزية يساهم في تحقيق التمنية المتوازنة ورأى في قرار الاسد بتفعيل قانون اللامركزية حاجة مجتمعية . 
رغم هذه التصريحات لقادة في ميليشيا قسد لا استطيع ان اقول بأن هذا الغزل نستطيع ان نبني عليه تغييرا في سلوك هذه الميليشيا طالما هي مرتهنة بقراراتها ومتمسكة بالعمالة لدى سيدها الامريكي .
بما ان كلام الاسد جاء خلال اجتماعه مع الحكومة الجديدة اذن سيشكل هذا الحديث جزءا من خارطة الطريق للحكومة الجديدة وان كانت ميليشيا قسد وغيرها صادقين في انهم اصحاب مطالب تتعلق بالاصلاح السياسي فهذه هي فرصتهم الذهبية .


دكتورة حسناء سؤالي لكم ..

منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ..
والإمارات تشارك فيه بكل قوتها .. وفي خطوة خطيرة 
تقوم الإمارات بإحتلال الجزر اليمنية كجزيرة سقطرة 
وميون وتعمل على بناء القواعد العسكرية على هذه الجزر بمساعدة الإستخبارات الصهيونية .
كيف ستتعامل القيادة اليمنية والجيش اليمني مع هذه الإعتداءات السافرة والخطيرة .
ولماذا لحد الآن يتبع الجيش اليمني سياسة النفس الطويل مع الإمارات .؟؟.


قالت الدكتورة حسناء ..

منذ الأيام الأولى للعدوان تتجلى هوية هذا العدوان على اليمن من خلال الفاعلين الحقيقيين في هذه الحرب الظالمة، ومن البدايات توالت التصريحات الامريكية والاعترافات التي تشير إلى أن هذا العدوان هو عدوان أمريكي إسرائيلي بأدوات عربية خليجية سعودي وإماراتي، بمعنى أن الامارات والسعودية ليسوا سوا أدوات ودمى بيد الأمريكي والإسرائيلي ولا يحملون أي اجندات خاصة سوا أنهم يشتغلون بهدف التمهيد والتهيئة للمشغلين الأصليين وفي صدارتهم الأمريكي والإسرائيلي، ولذلك فكل السلوك والخطوات العدائية التي لحظها من قبل الامارات خاصة على صعيد ما يجري في الجزر اليمنية هو بدرجة رئيسية يصب في صالح الكيان الإسرائيلي وفي صالح تحقيق أهداف استرايتجية يخطط لها الصهاينة ضمن أطماع قديمة جديدة وليس من الصعب كشفها ومعرفتها، فإسرائيل بعد فشل السعودية في العدوان على اليمن وبروز قوة وطنية يمنية صاعدة بالشكل الذي تابعه كل العالم وتنامي قدرات اليمن العسكرية وضع كيان العدو في زاوية القلق الكبير وعبر قادة هذا الكيان بصراحة عن أن اليمن بات يشكل خطرا وتهديدا استراتيجية للأمن القومي لكيانهم، هذا سرع في المخطط الإسرائيلي في السيطرة والهيمنة على باب المندب عبر السيطرة على العديد من الجزر اليمنية وكله بأغطية خليجية وبإدارة إماراتية واضحة، ومن المعلوم بأن قيادة الثورة اليمنية عبرت بكل وضوح عن موقفها تجاه ما تقوم به الامارات ومغالطاتها في الإعلان عن الانسحاب من التحالف العدواني على اليمن لكن وفي نفس الوقت أعلنت سياساتها في التعاطي مع قوى العدوان وانتهاج سياسة النفس الطويل مع الاخذ بمبدأ الأولويات الذي أتاح لليمن تحقيق الكثير من الإنجازات، ولن يغفل اليمنيون عن كل قوة شاركت في العدوان وقتل أبناء هذا البلد، وسيصل كل طرف مشارك نصيبه من الرد اليماني والبأس الشديد لأبناء هذا البلد العربي المسلم، وهذا نلحظ من خلال ما تم اتباعه في التعامل مع السعودية والتي وصل بها الحال بنداءات الاستغاثة للأمم المتحدة ودول العالم مستجديةً المساعدة في وصف الضربات اليمنية، لتتحول السعودية من بلد مارس العدوان وبدأ الحرب إلى مملكة تبحث عن ما يحقق لها أمنها ويقيها الضربات الباليستية اليمنية في عمقها الحيوي، والمرحلة المقبلة حبلى بمفاجئآت يمنية تغير كل هذا المشهد ويعلن هذا البلد انتصاره على كل طواغيت العالم .


دكتورة حسناء سؤالي الأخير ...
على مدى سبع سنوات من الحرب الظالمة على اليمن وكانت القيادة ولحد الآن تعمل على مبادرات الحل السياسي من أجل إيقاف العدوان فكانت الحوارات واللقاءات وآخرها مبادرة مأرب التي قدمت للوسيط العماني .
وكلما إقترب الطرفين من الحل يتم التعطيل من الجانب الأمريكي الذي يدعي إعلامياً تعاطفه مع الشعب اليمني .
ماهيّ أهداف أمريكا من بقاء الحرب وإستمرارها في اليمن .
ولماذا تعمل على تعطيل اي مبادرة توصل لحل سياسي في اليمن .؟؟ .


أجابت الدكتورة حسناء ..

مفهوم السلام لدى الأمريكي يختلف تماماً عن مفهوم لدى دول وشعوب العالم خاصة المستضعفة منها، فالأمريكي لا يرى في السلام سوا ورقة سياسية واداة للمراوغة واللعب وتسجيل نقاط وخلط أوراق، ولا يؤمن بالسلام الحقيقي ولا يسعى لتحقيقه، والتجارب المتعلقة بهذه القضية كثيرة تعبر كلها عن أن السلام لدى الأمريكي ليس سوا إحدى أوراق الكذب السياسي الأمريكي، وأداة فرملة توقف الطرف المناهض لها عن تحقيق أي مكسب ميداني أو سياسي، وهذه النقطة بالذات خبرها اليمنيون وعرفوا ما الذي تفكر به أمريكا وما الذي تهدف له، على هذا الأساس تعاملوا مع السلام بالطريقة التي تتناسب مع المفهوم الأمريكي، فذهبوا الى كل جولات التفاوض والسلام ولم يجبرهم ذلك عن إيقاف الميدان والقتال، بل على العكس فأهم وأعظم العمليات العسكرية الميدانية كانت تتحقق في ذورة لحظات التفاوض مع الأطراف المعتدية وقوى هذا العدوان، وبهذا سجل اليمنيون صورة قوية عبرت عن عنوان مهم يجب على الجميع الاستفادة منه وهو وإن قبلنا بالتفاوض والتشاور لكن يدنا ستظل على الزناد ومقاتلونا لن يتوقفوا عن التقدم وتحقيق الإنجازات في الميدان، فعزز ذلك من موقفهم التفاوضي الذي هو في الحقيقة قوي وبمنطق قوة ومن موقع قوة، ولأجل كل ذلك بجانب ما ترى فيه واشنطن مصلحة لها من جهة ما تدره هذه الحرب وهذا العدوان لها من ملياارات الدولارات ومن بيع لمخازن السلاح القديمة، ومن حلب البقرة السعودية فترى أن مصلحتها ورغبتها في استمرار هذا العدوان، ولذلك هي من عملت على افشال كل جولات التفاوض السابقة، وهي لا تذهب الى السلام إلا عندما تجد نفسها في زاوية ضيقة أو ترى أدواتها في مخنق تسارع لحظتها للدعوة الى السلام والحديث المتكرر عن حرصها على السلام، واشنطن هي من أعطت الضوء الأخضر لهذا العدوان وهي من تعطي الضوء الأحمر لإيقافه، فلا الرياض ولا ابوظبي يملكون الإرادة في تقرير ذلك، ولأن واشنطن وتل ابيب يرون إلى الآن أن ما جرى حتى اللحظة لم يحقق الأهداف الاستراتيجية من هذه الحرب فلن يفكروا في ايقافها، قد نشهد تجميد في فترة ما ترى فيها واشنطن نفسها ضمن أولويات مختلفة، لكنها لن تفكر في إيقاف هذا العدوان على اليمن لانها ترى في ذلك خطرا ًاسترايتجياً على كيان العدو الإسرائيلي أولا وبدرجة أساسية وعلى حلفاءة في المنطقة بدرجة ثانية .

في ختام هذا الحوار الجميل والمميز وإجابات الدكتورة الرائعة والمفيدة جزيل الشكر والتقدير للدكتورة 
حسناء نصر الحسين 
من موقع معهد أبرار معاصر طهران وأهلاً وسهلاً ..
وكان لنا شرف اللقاء ..