لقد ألقمتوهم حجرا
دأبت الجيوش العالمية على طول التأريخ الى أستعراض قداراتها العسكرية العالية في محاولة من قبل هذه الجيوش لأظهار التفوق العسكري ، والأنجازات التي تحققت بين أستعراض وآخر . حتى أصبحت سُنة سنوية ثابتة تقريباً لدى أغلب دول العالم .
اليوم وفي الذكرى السنوية الثامنة لتأسيس الحشد الشعبي المبارك ، قامت قطعات وتشكيلات الحشد الشعبي بأستعراض عسكريًا مهيباً في محافظة ديالى شمال شرق بغداد بأبهى أستعراض نال من خلالهِ أستحسان كل من تابع الأستعراض الذي دل دلالة واضحة على جهوزيته وأستعداه بأن يكون رأس الحربة لأي عمل عسكري يناط به للدفاع عن العراق .
ما الذي أراده الحشد توصيله من خلال ذلك الأستعراض المهيب ؟؟
لقد أظهر الحشد الشعبي من خلال أستعراض قطعاته في ديالى أنضباطه العالي ، وعلو الهمة وأرسال رسالة لكل من سولت له نفسهُ أن يتبجح عن حل الحشد أو تفتيته في الأجهزة الامنية الأخرى . لقد أوضح الحشد بإن مشروع حلهِ أصبح من الماضي ، وأن بناءهُ العقائدي أكبر من أن تناله سهام المتربصين .
عكس الحشد الشعبي اليوم أخلاقية المقاتل الذي لبى فتوى الجهاد الكفائي الذي لم يغطي الشمس بغربال يوم أطلق المرجع الكبير ندائهُ الى أبناء الشعب العراقي في أكبر زحف بشري عرفته الساحة العراقية . وقتها كان مطار بغداد يكتض بالهاربين من سطوة المجاميع الداعشيه التي وصلت أسوار بغداد .
لماذا هذا الأمتعاض من الحشد ؟؟
ببساطة شديدة نقول وبضرس قاطع أن الحشد لم يحرر الأرض فقط ، بل زرع منظومة قيمية وأخلاقية في التعاطي مع الأحداث . وذلك بشهادة أبناء المناطق المحررة الذين تفاجأوا من أخلاقيات المقاتل الحشدي الذي عكس ما تعلمه في ابجديات مدرسة محمد وآل محمد ، والذي شوه الأعلام الأصفر صورة الحشد في مخيلة أبناء المناطق الغربية وغيرها . يتأتى أمتعاض البعض من تنامي قوة الحشد بسبب الدونية التي تعيشها أنفسهم المظلمة المجبولة بحب الذات والدنيا من جهة ، ومن جهة اخرى عمالة بعظهم الواضحة للقاصي والداني .
فضلاً عن ذلك كله ، لقد أبطَّل الحشد الشعبي المخطط الذي أعدتهُ واشنطن لتقطيع العراق وضرب بنيتهُ الديموغرافية بشكل لافت ، ولم يسمح بأقلمة العراق بتواجدهِ وبقية الفصائل المقاومة الاسلامية التي لم تتوانى عن الدفاع المستميت عن العراق وشعبه . اليوم الحشد بأستعراضهُ الكبير ، أماط اللثام عن منظومتهُ التسليحية الجديدة ، والتي تم تطويرها عبر الجهد الهندسي الذي أخذ على عاتقهِ رفد الحشد بما يحتاجهُ من سلاح ، معتمداً على قداراته الذاتية والتي توفر مليارات الدولارات للخزينة العراقية .
نعم . هذا هو الحشد يا سادة . الرديف الأهم لجيش العراق وسنده في المهمات الصعبة التي تتطلب الدفاع عن العراق . من روج لفكرة أنهاء الحشد ، أنزوى اليوم بعيداً ، بعد أن رأى عزة الدين تتجسد بمسير هؤلاء الشباب الذين لبو نداء مرجعهم ، والذين ألقمو واشنطن وأدواتها حجراً بعد حجر .
التعليقات