الامتيازات للتّجار والصّناعيين السّوريّين في الصّومال
كنت قد تطرّقت في مقال سابق في موقع (الحدث اليوم ) بتاريخ 17/6/2012 م للحديث عن : " الصّومال الشّقيق يفتح ذراعيه للتّجّار والصّناعيين السّوريين " ، وسنكون اليوم في مجال بحث يتعلّق بسعي جمهورية الصّومال الفيدراليّة لضرورة التّبادل التّجاريّ السّوريّ الصّوماليّ بعد أن عملت على فتح ذراعيها لاستقبال التّجّار والمستثمرين السّوريين ، وكنت قد أشرت في ذلك المقال للدّعوات التي وجهها سعادة سفير دولة الصّومال الشّقيقة السّيّد محمّد عبدي علي عبر مختلف لقاءاته بالسّادة التّجّار والصّناعيين السّوريين لضرورة تحريك مختلف المجالات التّجاريّة والصّناعيّة السّوريّة وتنشيطها لما لجمهورية الصّومال الفيدراليّة من أهمّيّة لسورية في الأسواق الإفريقيّة ، وهو الذي أكّد العمق الاستراتيجيّ لسورية في إفريقية من البوابة الصّوماليّة ، وضرورة أن يكون هناك تبادل تجاريّ بين الجمهوريتين الشّقيقتين الصّوماليّة والسّوريّة ، وبيّن أنّ التّبادل حاليّاً يتمّ عن طريق المكاتب التّجاريّة السّوريّة في الإمارات لتغطّي الأسواق الصّوماليّة ، وأنّ من الضّروري أن يكون هناك تبادل تجاريّ مباشر بين التّجار السّوريين من الأراضي العربيّة السّوريّة لجمهورية الصّومال الفيدراليّة ، خصوصاً بعد زيارات لوفود تجاريّة وصناعيّة سوريّة لجمهورية الصّومال ، وهم الذين أُعجبوا بما وجدوه من تكريم وحسن استقبال وكرم الضّيافة العربيّة ، ومن الأهمّيّة بمكان الإشارة إلى أنّ الدّستور الصّوماليّ لا يميّز بين الصّوماليّ والسّوريّ في التّعامل ، وتعدّ الأسواق الصّوماليّة سوقاً استهلاكيّة لسورية في شرق إفريقية لتكون الصّناعات السّوريّة منافسة غيرها لكثير من الصّناعات المصدَّرة للصّومال ، كون جمهورية الصّومال الفيدراليّة دولة مفتوحة لمختلف أنواع التّبادل التّجاريّ مع سورية بما يخفّف من الحصار الظّالم المفروض على سورية ، وهي تهتمّ أيضاً بالدّول الشّقيقة والصّديقة .
وأكّد سعادة السّفير أيضاً أنّ جمهورية الصّومال الفيدراليّة تقدّم تسهيلات مميّزة للسّوريين نظراً لعمق العلاقات الأخويّة والاستراتيجيّة التي تربط بين الصّومال وسورية ، لضمان تنشيط الأعمال التّجاريّة بين البلدين بما يعود بالفائدة على اقتصاد الدّولتين تَبَعاً لتلك التّسهيلات والامتيازات بما يسهم في التّخفيف من ظلم الحصار الجائر على سورية وشعبها ، والتي كان من بينها :
امتلاك أراضٍ وتسهيل الحصول على سجلّ تجاريّ بالاسم الشّخصيّ لراغبه أو طالبه من السّادة التّجّار لتأمين العمل التّجاريّ المطلوب وامتلاك شركات تجاريّة خاصة بالسّادة التّجّار ، وكذلك تسهيلات جمركيّة عن طريق اتّحاد الجمارك للدّول العربيّة ، وتقديم مختلف التّسهيلات والتّخفيضات الجمركيّة ، إضافة إلى إعفاءات جمركيّة لمختلف المواد الغذائيّة التي يتمّ تصديرها من الأراضي العربيّة السّوريّة ، ولعلّ من التّسهيلات والامتيازات التي تُقَدَّم للسّادة التّجّار ما يتعلّق بتسهيل الحوالات المصرفيّة لتغدو أميز من غيرها وأفضل ، وكذا الحال للسّادة الصّناعيين بما يخلق حالة تنافسيّة وتأمين الجودة في الصّناعة .
ولا يغيب عن الأذهان أنّ الجيش العربيّ الصّوماليّ أسهم في حرب تشرين التّحريريّة ، وشارك شقيقه العربيّ السّوريّ في تلك الحرب ، وهناك شهداء صوماليّون قد روَوا الأراضي العربيّة السّوريّة بدمائهم وتعطَّرت بهم ، كما أنّ هناك جالية سوريّة عاملة في الصّومال ، وكذا الحال لوجود جالية صوماليّة في سورية ، ولعلّ من شبه المؤكّد أنّ التّبادل التّجاريّ بين جمهورية الصّومال الفيدراليّة والجمهورية العربيّة السّوريّة يسهم في نموّ اقتصاد الدّولتين الشّقيقتين انطلاقاً من العمق الاستراتيجيّ الصّوماليّ لسورية في إفريقية .
بقلم الباحث والمحلّل السّيّاسيّ :
وعضو اللجنة الإعلاميّة لمؤتمر الحوار الوطنيّ في سورية
التعليقات