مناورات عسكرية ايرانية/رسائل ردعية في ظل التهديد الاسرائيلي


رسائل سياسية وعسكرية متبادلة في المنطقة ،بالتوازي مع محادثات فيينا التي تترواح مكانها، واسرائيل تلوح بضرب المنشأت النووية الايرانية ، فأي رسائل متبادلة تحمل هذة المناورات الايرانية ومن  قبلها مناورة عسكرية اسرائيلية . 

الحرس الثوري الايراني ينفذ مناورات بصواريخ كروز البحرية الدقيقة ،بالقرب من محطة بوشهر النووية ، تمثل هذة المناورات عمليات إنزال جوي ودفاع جوي ، إضافة لمشاركة القطاعات العسكرية ،لاختبار عدد من الصواريخ من بينها صواريخ كروزوطائرات مسيرة هجومية ، وكان قد أعلن الحرس الثوري الايراني في السابق عن امتلاك صواريخ كروز يصل مداها إلى نخو ألفي كيلو متر ، طبعا يأتي هذا في اعقاب مناورات مماثلة قامت بها طهران خلال اشهر ، ففي وقت سابق قالت طهران ان دفاعها الجوي اطلق صاروخا في إطار تدريب عسكري فوق بلدة نطنز وسط البلاد والتي تضم منشأة نووية ، كما في الحادي والعشرين من اكتوبر أجرت تدريبات عسكرية جوية ،شاركت فيها قاذفات وطائرات ومقاتلات مخصصة للهجوم والمراقبة ، وقبلها بأسبوع أجرت ايران تدريبات دفاعية جوي في الصحراء الوسطى ، على الرغم من ان ايران تؤكد كل هذة المناورات العسكرية هي روتينية ، ولكن بعض المراقبين والخبراء ، نظر الى هذة المناورات على أنها جاءت في وسط محادثات فيينا وقد تكون ليست صدفة ، 

ليس دفاعا عن ايران ولكن المنطق السياسي يقول: حتى ولو فرضنا جدلا ليست صدفة ، فمن حق ايران أن تحمي بلادها من الغطرسة الاسرائيلية ، خاصة في ظل التصعيد ، واسرائيل تحديدا قامت بمناورات عسكرية قبل طهران تحاكي بضرب مواقع عسكرية ومنشأت نووية لايران في الفترة الأخيرة ، ومن الطبيعي عندما ترى طهران هناك تهديد يحدق بها تقوم بارسال رسائل ردعية على خلفية التصعيد الميداني والسياسي وما يحصل في فيينا ، ويحق لايران أن تظهر ما تملكه من قدرات عسكرية واسلحة ترسل من خلالها رسائل ردعية دفاعية بشكل اساسي ، فسلسلة المناورات الضخمة مشروعة بالقدرات العسكرية في منطقة الاشتباك ، خصوصا مع القدرات الاميريكية التي تنتظر اشارة الضوء الاخضر الاسرائيلي لشن هجوم على ايران ، بما ان السعي الاسرائيلي وراء تخريب محادثات فيينا قائم ، واذا حصل هذا ، قالت ايران بأنها سترد ردا حازما وسريعا على أي اعتداء يستهدف منشاتها او مواقعها ،  وتعليقا على هذة المناورات والرسائل ، طهران تتمع بحرب البارة ، وهي جديرة ومتميزة في فن الرد الاستراتيجي في معادلة الحرب الهجينة والالكترونية ،وكل ما يتعلق بالمناورات العسكرية الايرانية ، يثير قلق واشنطن واسرائيل ، ايذاء تطور برنامجها العسكري والالكتروني ، فعوامل السياسة الايرانية منتجة ولا تستوفي شروط من أحد ، والدليل على ذلك لم تتوقف عن المناورات العسكرية حتى في وسط العقوبات الاميريكية وهذا بمثابة تحدي قائم بين المحاكات الامريكية في فيينا وطهران ، كلنا نعلم عندما تفشل السياسة الامريكية تسعى مباشرة للتهديد بالعقوبات ، وتلجأ لها بعد كل افلاس سياسي ، غير قادرة على مواجهتها ، لذا اليوم على واشنطن ان تتخذ خطوات ايجابية من المفترض هذا في حال اذا كانت لا تنوي التصعيد ، وعلى اسرائيل أن تلجم سياستها المقرونة بالتهديد والوعيد وهذا ليس من مصلحتها ، ولا اعتقد بأن ايران ستبدأ يوما الحرب ، فهي اذكى بكثير بأن تبدأ ، والمناورات العسكرية التي تربك اسرائيل، هي معادلة ثابته لا يمكن زعزعتها في البعد المسار الاقليمي الذي فرضته واشنطن واسرائيل في طبيعة العلاقات التي صبت في خانة التطبيع مع الكيان ، وكوكبة الدول العربية وتحديدا الخليجية منها ، شكلت استهداف مباشر لايران ، منذ أن اعلن سلف بايدن ،ترامب بنقل قيادة المنطقة العسكرية للواحدات الاميركية في اوربا الى المنطقة المركزية في الشرق الأوسط ، وهذا هيكل سياسي خطر على طهران ودول الجوار، فسياسة الضغوط الاسرائيلي واضح وهذا كفيل بالأدلة لتقوم طهران بحماية بلادها من أي استهداف خارجي ، لتبقى لاستراتيجية المناورات اسبابا عدة تتعلق بانخفاض المستمر لاسعار النفط وهذا متعلق بسياسة الحصار الاميركي السعودي ، قد يكون لها مناورات سياسية ميدانية ورسائل ردعية دبلوماسية في حال استمرو بسياسة التمادي والتماهي .