تركيا: احتلال وانتهاك لسيادة العراق.. وانفتاح وتنازل تجاه دول المنطقة
تناور تركيا عسكرياً في شمال العراق، غير مكترثة بسيادة ومكانة العراق وكرامة شعبهِ وشعور مواطنيه، وتحاور تركيا سياسياً المملكة العربية السعودية والامارات والاردن ومصر والكيان الاسرائيلي المحتلْ.
تعزّزْ تركيا وجودها العسكري في شمال العراق وتنتهك سيادته، وتصفّر تركيا خلافاتها مع دول الجوار المذكورة وتتنازل عن شروطها ومتبنياتها.
لم تعدْ حركة الأخوان المسلمين عقبة أمام تطورّ العلاقات مع مصر والامارات ،ولم يعُدْ ملف خاشقجي عائقاً امام تحسين العلاقات مع المملكة ، و العلاقات مع اسرائيل تستحق ،على ما يبدو ، تحديد النشاطات السياسية والاعلامية لعنصر من حماس و فصائل المقاومة الفلسطينية المتواجدة في تركيا . توجّه تركي ايجابي و محمود نحو دول المنطقة ، ولكن للأسف هو توجّه سلبي ومُدان تجاه العراق .
زادت تركيا على اعتدائها العسكري على العراق بسلوك دبلوماسي غريب تجاه العراق ، حيث استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بالاعمال العراقي يوم الخميس ،الموافق ٢٠٢٢/٤/٢١ ، وابلغته عدم ارتياحها من بيان وزراة الخارجية العراقية الرافض ، والمحتج على ما تقوم به تركيا من عمليات عسكرية في العراق ، تُهدّد وحدة اراضية وتنتهك سيادته .
سلوك تركيا الدبلوماسي تجاه العراق (بإستدعاء القائم بالاعمال العراقي) يفضحُ تصميم تركيا على المضي في نهج انتهاك سيادة العراق والاستمرار في العمليات العسكرية ، ويفضحُ ايضاً ما تريده تركيا من العراق وهو التزام الصمتْ والقبول بالامر الواقع .
تتذرّع تركيا في تبرير عملياتها العسكرية داخل الاراضي العراقية بمحاربة التنظيمات الكردية المسلّحة ،والتي تصفها ارهابية وتشكّل خطراً وتهديداً على أمنها القومي . وكما جاء في بيان وزارة الخارجية العراقية ، هذه الحجّة لا تجيز لتركيا بالاعتداء على سيادة بلد آخر وتخالف المادة ٥١ من ميثاق الامم المتحدة. أضيف الى ذلك بأنَّ ليس لذريعة الحكومة التركية سقف زمني وحّدْ جغرافي، فهي وأقصد ( العمليات العسكرية التركية ) مستمرة طالما التنظيمات المسّلحة الكردية على قيد الحياة و فاعلة، وهذا يعني “أنْ يتعايش العراق مع حالة مستديمة في انتهاك سيادته وتهديد اراضية وتوغل وبقاء للقوات التركية”. حالة ستشجعّ تركيا على التمادي والى التفكير، في نهاية المطاف الى حّل سياسي و تفاهمات تركية -كردية -دولية على حساب وحدة اراضي العراق وسيادته.
إنَّ المنطقة مُقبلة على تغييرات سياسية وجغرافية مهّمة تحكمهّا وتحدّد نتائجها القوة والمصالح ،وسيكون للفواعل الاقليمية غير العربية دور كبير، فإذا لم يسترّدْ العراق عافيته وقوتّه ويحافظ ويدافع عن مقوماته كدولة، سيكون الطرف الضعيف في معادلة التغييرات.
وما يعيشه العراق من حالة تنازع سيادي وتنازع على المناطق في إطار الدولة (بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم)، تجعل سيادة العراق الخارجية عُرضةً للانتهاك وللتدخل، وهذا ما يحصلْ اليوم ، آملين بألا يكون القادم أسوأ.
التعليقات