الانتخابات المبكرة .. فوضى النتائج وتخبط المفوضية
جرت الانتخابات العراقية المبكرة والتي كان المؤمل منها انهاء ازمة الحكومة المؤقتة والذهاب الى برلمان وحكومة دائمين.
وللاسف جاءت النتائج مخيبة للأمال ففي يوم الاقتراع حدثت خروقات كثيرة جدا في بعض مناطق بغداد وذي قار ومحافظات اخرى حيث تم طرد العديد من وكلاء الكيانات وفي فترات متعددة مع استيلاء بعض الكيانات على عدد من مراكز الاقتراع في بغداد وسط فشل كبير من ضبط الاوضاع فيها فضلا عن المشاكل الفنية والتقنية للاجهزة الانتخابية ادى لحرمان اعداد كبيرة من المواطنين من الادلاء برأيهم ادت الى انخفاض نسبة المشاركة بشكل مخيف ويؤشر الى الخطر في المستقبل.
اما مهزلة النتائج فكانت اكبر فشل في تاريخ العراق الحديث حيث فقدت اعداد كبيرة من اصوات معظم المرشحين ، وهذه النتائج غير متطابقة مع ما جمعه اغلب المرشحين من نتائج المحطات الانتخابية الالكترونية وفقدان ما يقارب مليون و٦� � الف صوت الى ٢ مليون صوت ناخب والاغرب منه خلال يومين شاهدنا ثلاثة تصريحات متضاربة عن عدد المحطات غير المفروزة وهذا يدل على تخبط وعدم وجود ادارة حقيقية في المفوضية او ان المفوضية تصل لها معلومات مغلوطة وربما اطراف في الداخل لها هدف سياسي بتأجيج الفوضى ، ففي ١١ تشرين الاول اعلنت المفوضية عن وجود ٣١٨١ محطة انتخابية لم تفرز وفي صباح اليوم التالي اعلنت المفوضية عن وجود ٣٦٨١ محطة لم تفرز ، وفي عصر اليوم نفسه اعلنت عن وجود ٣١٧٧ محطة لم تفرز وهذا ما ادى لفقدان مصداقية المفوضية سياسيا وشعبيا.
ثم باشرت المفوضية بفرز الاصوات الجديدة ادى لارتفاع مقاعد كتل سياسية كانت اصواتها مفقودة بينما هبطت اسهم بعض الكتل مما سبب ازمة جديدة ، فطالب تحالف الفتح ضمن الاطار التنسيقي باعادة الاصوات المفقودة واعلان النتائج الحقيقية لانه يمتلك ادلة تؤكد على فقدان اصواته .
فضيحة مستشار رئيس الوزراء مهند نعيم اكدت شكوك القوى السياسية عندما تحدث في كروب خاص عن مهمته بهدم ملفات انتخابية للكتل الكبيرة ومساندا لقوى تشرين اثارت ردود فعل غاضبة وادت الى فقدان الثقة المطلقة بالنتائج.
بلاسخارت الممثلة الاممية كانت ولازالت تلعب دورا سيئا في استهداف الحشد الشعبي وفصائل المقاومة والقوى السياسية المدافعة عن الحشد مما ادى الى تزايد الشكوك اكثر حول حياكة مؤامرة تستهدف الحشد والمقاومة مما ادى بتنسيقية المقاومة بإصدار بيان شديد اللهجة يحذر من التلاعب باصوات الناخبين.
اعتقد ان المشروع البريطاني قد ظهرت نتائجه واستقرت سهامه في قلب العملية السياسية وان لم تتم مواجهته في المرحلة الحالية فانه سيستفحل وينهي وجود الاحزاب الاسلامية في السلطة ويقصيها من المعادلة السياسية في الدورة المقبلة.
على الفائزين في الاعلان الاول للنتائج ان يتيقنوا من الاعلان كان اوليا ومتخبطا وفوضويا وفاقدا لقيمته القانونية وعليهم الانتظار حتى ظهور النتائج النهائية اما من فقدت اصواتهم فعليهم المطالبة باحقاق العدل والانصاف وعدم التهاون مع اصوات ناخبينهم ، فمن انتخبك واثق منك لتمثيله وهذه افضل تجربة لاثبات ذلك للناخبين وتعزيزا لموقفكم امام جمهوركم المساند لكم.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي وكالة تسنيم الدولية للأنباء وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً.
التعليقات