غسان الاستانبولي
يجزم المعجبون بالديمقراطية الأميركية بأن الإنتخابات التي تجري هناك هي لعبة ديمقراطية بحتة، ونحن نكاد نجزم أنها ليست إلا لعبة كراسٍ موسيقية، مع فارق جوهري هو أن المايسترو الأميركي يعرف قبل أن تبدأ اللعبة، من هو اللاعب الذي لن يجد كرسي، وعليه أن يغادر الدائرة ولو مؤقتاً، وينطبق هذا الشيء على الولاية الأميركية في شرق المتوسط، التي يسموها "إسرائيل"، والتي تبني سياستها على نفس النغمة التي...
من غير الواضح ماذا كانت تقصد القيادة الروسية حين أطلقت على عمليتها في أوكرانيا مصطلح "عملية عسكرية خاصّة"، ربّما تكون موسكو قد وقعت ضحية فشل أجهزتها الإستخباراتية، التي عجزت عن معرفة حجم ما حضرت لها الولايات المتحدة الأميركية في أوكرانيا، بالتالي كانت تتوقع أن مدّة هذه العملية لن تتجاوز الأيام، أو الأسابيع على أبعد تقدير، أو قد تكون تقصّدت هذا المصطلح لتترك باب التفاوض المُبكر مفتوحا،ً...
إن أردنا أن نتأكد أن الغباء ظاهرة عالمية، لا تُفرّق بين لون أو منطقة أو جنس، فلن يأخذ الموضوع منا إلا أن ننظر شرقا،ً لنرى كراسٍ يملؤها الغباء، وإن اعتقدنا لوهلة أن هذه الظاهرة محصورة بالشرق، فما علينا إلا أن ننظر غرباً لنرى أمثلة كثيرة عنها، ولعل المثال الأحدث والأوضح عن هذه الظاهرة هو بوريس جونسون، الرئيس السابق لحزب المحافظين في المملكة المتحدة، والذي يقترب بسرعة من لقب رئيس الوزراء السابق،...
على وقع العملية الروسية في أوكرانيا وتبعاتها، سيقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة إلى بعض دول منطقة شرق البحر المتوسط، وعلى وقع غموض أهداف هذه الزيارة تتحرك الأدوات الأميركية للتحضير سياسياً من خلال مصالحات بين دول كانت علاقاتها تلامس حدّ العداء، كالمصالحة السعودية التركية، والقطرية المصرية، وغيرهما، ومن خلال حركة دبلوماسية تُسابق الزمن لمسؤولي الدول المعنية بهذه الزيارة. وهنا يحسب...
كم يكون الأمر مؤسفاً حين تبتعد بعض الدول عن الواقعية في بناء سياساتها، كأن يُغلِّب صُنّاع القرار السياسي فيها ثقافة العشيرة التي لم يستطيعوا الخروج منها رغم مسؤولياتها، على ثقافة الدولة بكل ما تقتضيه من مواصفات وممارسات، وبذلك تُبنى سياسات هذه الدول على المناكفة والضغينة، مبتعدة عن المرونة والتسامح ومراعاة مصالح الدول الأخرى، بل حتى عن مراعاة مصالحها الذاتية التي ستتأثر بهذه السياسات، ولو...
بعد نشر تقارير في العديد من المواقع والصحف الإسرائيلية، والتي تقول أن روسيا تعمل على سحب جزء من قواتها العاملة في سوريا، لتُشاركها في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وبأن قوات من حزب الله اللبناني، ومن الحرس الثوري الإيراني، ستقوم بملأ الفراغ الذي ستتركه القوات الروسية. كان واضحاً بعد هذه البروباغندا الإعلامية أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، ولأسباب داخلية أولا،ً تخترع ذرائع جديدة...
ما زال القادة الأميركيين يتسابقون أيّهم الأسرع في السير نزولاً بأمجاد دولتهم، وما زال الرئيس الحالي جو بايدن يتصدر السباق وبجدارة ملفتة، بدليل أنه أصرّ على العبث في المحيط الحيوي والإستراتيجي لدولةٍ مثل روسيا، صحيح أن الثورة الملونة التي أوصلت مُهرّجاً نازياً إلى رئاسة أوكرانيا لم تكن بعهد بايدن، ولكن الصحيح أيضاً، هو إن أيّاً من القادة الأميركيين لم يجروء على المغامرة بمحاولة تمديد...
بعد الإستهدافين الإسرائيليين الأخيرين لمرفأ اللاذقيّة السوري، لم يكن مُفاجئاً ذلك الغضب العارم من قِبل السوريين، ولومهم للقيادة السورية بتأخرها بالردّ المباشر على هذين العدوانين وللقيادة الروسية التي وقفت مُتفرجةً على الطيران الإسرائيلي وهو يقصف بالقرب من أكبر قواعدها في سوريا، وبطبيعة الحال، فإن غضب السوريين وعتبهم يلقيان كلّ الاحترام والتقدير، لأنّ ذلك يكشف عن مدى محبّتهم لوطنهم،...
وكأني أرى "الزير سالم " يخرج من قبره مُقهقها،ً وهو يرى مورثات الجهل والتخلف التي حملها منذ منتصف القرن السادس الميلادي، ما تزال تعيش في وسط خصب، بل وتزداد همجية، لدرجة أنها استبدلت السيف بالمنشار. لن نتوقف عند الدور السعودي في التخريب والتدمير الذين حلّا بالوطن العربي، من العراق إلى سوريا واليمن وغيرهم، بل سنتوقف عند لبنان الذي كان ولا يزال هدفاً سعودياً للتدمير، باعتبار ذلك هدفاً...
ما من شكٍّ أنّ الكثير من أجهزة الإستخبارات العالميّة، وخاصّة الأميركيّة والإسرائيليّة، قد عملت بنشاطٍ وبفاعليةٍ قبل إعلان الحرب على سوريا، وما من شكٍّ أن كلّ بقعةٍ جغرافيةٍ سوريةٍ كانت مُعدّة بحرفيةٍ لتؤدي دورها في هذه الحرب، وقد يكون الدور الأساسي الذي رُسم لإرهابيي محافظة درعا، هو أن يجعلوا من المحافظة عاملاً يمتد ليُشعل كلّ المناطق السوريّة، ولكن كان نجاحهم محدوداً، ليتحوّل هذا الدور...
بعد مؤتمر القمّة العربية الذي انعقد في الدار البيضاء عاصمة المغرب عام 1985م، كانت الخلافات العربية على أشدّها، لأسباب لن نأتي على ذكرها لأن العرب ليسوا بحاجة لأسباب لكي يختلفوا، وكان بيان القمّة الختامي أجوفاً كما بيان " مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، وبعد المؤتمر سأل أحد الصحفيين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،" مع أن معظم من حضروا المؤتمر يعارضون سياساتكم، وخاصة مع إيران، فلماذا حضرتم...
"ليت لنا حياتين: نرتكب في الأولى الأخطاء التي يبدو وكأنه لا مفرّ من ارتكابها، وفي الثانية نستفيد من هذه الأخطاء ". هذه المقولة للكاتب البريطاني الشهير ديفيد هربرت لورانس، قالها منذ حوالي قرنٍ من الزمن، ولكن الساسة الأميركيين إمّا أنهم لم يقرأوها، أو أنهم فهموها بعكس ما قصد لورانس، فأصبحت لديهم "وفي الثانية نستعيد هذه الأخطاء ". ما جعلنا نستذكر هذه المقولة هي المُحاولة الأميركية...
قيل الكثير عن الهجمات التي تعرّض لها برجيّ التجارة وموقع البنتاغون، في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بتاريخ ١١ أيلول/سبتمبر عام ٢٠٠١ م، وذهبت الآراء في كلّ الاتجاهات، ولكن الرأي الذي اعتمدته الولايات المتحدة هو أن تنظيم القاعدة يُعدّ المسؤول المباشر عن تلك الهجمات، وكانت النتيجة هي قيادة الولايات المتحدة لتحالفٍ نفّذ هجوماً عسكرياً عنيفاً على أفغانستان بعد شهر من تلك الهجمات، - ولنضع...
بدأت تظهر المؤشرات الإيجابيّة الدالّة على نجاح القمّة التي عُقدت يوم الأربعاء الماضي، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي جو بايدن. وهنا سنُسجل بعض الملاحظات، التي قد تبدو بسيطةً، وسنُحاول تشريحها، لعلّها توصلنا إلى معرفة بعض أجواء القمّة، وإلى توقّع بعض ما أسفرت عنه. الملاحظة الأولى: يقول بوتين خلال لقاء مع خريجي الجامعات الروسية: "إن وسائل الإعلام الروسيّة...
بعد كلّ عدوانٍ إسرائيلي على أحد أطراف محور المُقاومة، كانت الأقلام الصفراء تنبري للتهكّم على عبارة "الاحتفاظ بحقّ الردّ في الزمان والمكان المناسبين"، وكان الجمهور المُقاوم يعرف أنّ لكل طرفٍ من أطراف هذا المحور ظروفه وقدراته، ولذلك يتفهم الردود الآنيّة والمحدودة لتلك الأطراف بعد أو أثناء كلّ اعتداء، ولكنّه كان على يقينٍ أنّ جميع الأطراف المُقاومة تعمل بصمتٍ وبسريةٍ في داخل فلسطين وعلى...
أحدث الأخبار